طلاق .. بالأرز أبو لبن !!
بقلم ميادة عابدين
طبعاً كلنا عارفين إن ” الأرز بلبن “مينفعش يتقاوم أبداً .. دة حاجة كدة كلنا متفقين على حبها وسط حاجات كتير قوى مختلفين عليها علطول، خصوصاً بعد طبق كشرى معتبر بيبقى الأرز بلبن ده عامل زى المكافأة إللي بتاخدها بعد إنجاز عظيم … بس محدش فينا كان عمره يتخيل إنه هيبقى السبب فى طلاق (سعيد) و (حنان) ..
الواقعة دى حصلت فى اليوم إللي (حنان) كانت راجعة فيه من البلد بعد زيارة طويلة لأمها العيانة …
دخلت البيت بعد مشوار سفر كله معاناه و إرهاق على أمل إنها وحشة جوزها وولادها إللي كانوا مش قادرين يعيشوا من غيرها الأسبوعين دول .. وللأسف دى كلها كانت عبارة عن خيالات موجودة بس فى دماغ حنان.
إتفاجئت حنان إن الاستقبال كان كله برود مفيهوش أى فرحة برجوعها … قررت حنان وقتها إنها تقوم بعملية الترحيب بنفسها، طبعا ولادها وجوزها وحشينها جداً ومفتقداهم بقالها فترة … جريت حنان على أوضة ولادها (مها) و (عبدالرحمن) و هى بتقولهم وحشتونى قوى يا ولاد .. بنظرة باردة كان ردهم: “إنتى جيتى ياماما .. والنبى فى غسيل كتير عاوزينك تغسليهولنا حالا هدومنا كلها مش نظيفة !!! ” …. ورجعوا بكل لامبالاة يكملوا لعب عالموبايل بدون أى اهتمام لمشاعر أمهم الملهوفة عليهم، و إللي لسه راجعة من زيارة أمها المريضة.
سمعت حنان صوت جاى من (الصالة) بيقولها إنتى جيتي … دة كان صوت سعيد جوزها إللي كان نايم ع الكنبة مريح بعد ما اتغدى هو والعيال وشرب كوباية الشاى المعتبرة .. بكل حب قالتله حنان: “ازيك يا سعيد وحشتنى قوى أنت والعيال، عاملين إيه، كنتوا وحشنى قوى، مش عارفه أوصفلك الأسبوعين دول عدوا عليا إزاى كإنهم سنة والله ….” .. بكل برود قالها: “طيب قومى اعمليلي رز بلبن نفسى هفانى عليه دلوقتى !!!”.. حنان جالها ذهول من رد جوزها اللى مش متوقعاه ….
” يعنى أعمل إيه يا سعيد أصوت وألم عليه الناس رز بلبن إيه دلوقتى دة أنا لسه راجعة من السفر ومغيرتش هدومى وبقولك واحشنى إنت والعيال تقولى(رز بلبن) ونفسي هفانى عليه … طيب هعملهولك بكرة إن شاء الله حتى ع الأقل أكون ريحت شوية” …. بكل تحدى رد سعيد: “لأ دلوقتى .. أنا عاوزه دلوقتى” ، حنان: “حرام عليك يا أخى أنا جاية من السفر تعبانة ومش قادرة أصلب طولى” ،
بصوت كله قسوة على مراته الغلبانة إللي لاحول لها ولاقوة: “عليا الطلاق لو معملتى الرز بلبن دلوقتى لترجعى لأمك اللى كنتى عندها دى مطلقة” …. حنان فى ذهول: “إنت بتقول إيه ياسعيد .. هتطلقنى علشان رز بلبن”
كان رد سعيد أكثر صدمة من الردود إللي فاتت: “اومال إنتى دورك إيه هنا؟! إنتى تنفذي إللي أطلبه منك ومتعترضيش .. شغلانتك هنا إنك تخدمينى أنا وعيالى .. شاطرة بس تروحي تخدمى أمك .. ياشيخة كنا مرتاحين من غيرك !!!”..
فى الوقت ده انهارت حنان وقالتله بكل قوة: “أنا مش شغالة ياسعيد تنفذلك إللي إنت وولادك تطلبوه زى مابتقول .. أنا أم و زوجة مش شغالة” …
عمنا سعيد خدته الجلالة شويتين، وصمم على إللي بيقوله: “لأ شغالة يا حنان ” .. وفعلاً رمى عليها يمين الطلاق وقالها: “ارجعى بقى عند أمك وقوليها أنا أطلقت علشان مسمعتش كلام جوزى ومعملتلوش رز بلبن !!!! ” ..
ماتستهدى بالله شوية ياعم سعيد كدة و روق .. رز بلبن إيه اللى طلقت مراتك علشانه !!!!
لما تيجى تتلكك، اتلكك على سبب أكبر من كدة شوية علشان الناس متاكلش وشك ….
حنان دى مراتك فعلاً .. لو مش مصدق دى حاجة ترجعلك بقى .. مش “شغالة” ياعديم الإحساس … دى زي ماقالتلك انها أم وزوجة …. يعنى إنسانة عندها طاقة وقدرة على التحمل، يعنى عندها مشاعر بتدمر لما تحس إنها بالنسبة لجوزها وولادها مجرد شغالة بتنفذلهم طلباتهم بس وإن دة دورها بالنسبة لهم ….
لما عملت عليها راجل قوى كدة واستخدمت صلاحياتك وطلقتها علشان الرز باللبن كنت بتعاقبها على إيه بالظبط؟!! دى حتى كانت بتزور أمها المريضة وبتخدمها فى مرضها علشان تكسب رضاها وربنا يباركلها فيك وفى ولادك …..
كانت بتصل الرحم إللي ربنا عز وجل وصْانا به، كانت قاعدة تحت رجلين أمها علشان تكسب رضى ربنا ….
مراتك مش شغالة يا عم سعيد، مراتك بتعمل كل حاجة ليك ولعيالك بدافع الحب والمسئولية… المسؤليه اللى إنت متعرفش عنها حاجة، لانك لو تعرفها كنت علّمتها لولادك…. كنت عرفتهم إن الأم ليها دور أكبر من الغسيل والطبيخ وخدمة الكبير والصغير …. كنت هتربيهم على إن الأم هى البيت … الدفئ … الاطمئنان … الاحتواء … الحاجة الحلوة إللي مجمعانا كلنا .. إللي فى عز تعبها ووجعها ومرضها شيلانا كلنا ….
يا أبو الرجولة ,يا إللى طلقت مراتك علشان معملتلكش “رز بلبن” … أكيد إنت أصغر من أنك تعرف تحافظ على بيت و أسرة و زوجة ,أكيد إنت متفهمش يعنى إيه تطبطب على مراتك وقت تعبها مش تمارس عليها رجولتك المصطنعة …..
حنان مش شغالة يا سعيد … عزيزتى حنان لا تندمى على طلاقك من سعيد عندما يكون بهذه العقلية …
ياترى بقى فى ف حياتنا كام حنان وكام سعيد !!!!!
