كتب خطاب معوض خطاب
فتحى قورة …
بهلوان الوزن و القافية …
قربك دا جميل يا حبيبى و بعادك دا غازات سامة …
شاعر موهوب مبدع يكتب الأشعار كما يتنفس ، قيل إنه كتب ألفى أغنية و قيل 7 آلاف أغنية ، هو ملك الأغنية المرحة و الخفيفة و الساخرة دون منازع ، جعل فريد الأطرش و عبدالحليم يغنيان أغانى ساخرة (ياسيدى أمرك ، يا سلام على حبى و حبك) .
يعبر فى أغانيه عن أعظم المعانى بأبسط الكلمات ، تسمع أغانيه تعرف أنه مبدعها لأسلوبه المتفرد الذى لا يشبهه أحد غيره ، لم يقلد أحدا و لم يستطع تقليده أو مجاراته أحد ، صاحب مفردات غير مسبوقة فى مجال الأغنية تستحق التسجيل فى موسوعة ريكورد للأرقام القياسية ، كتب كلمات أغانى أصبحت أمثال : (ما راح زمانك ويا زمانى .. عمر اللى راح ما هيرجع تانى ، القلب يحب مرة ما يحبش مرتين) ، قال عنه الأديب الكبير يحيى حقى : إنه بهلوان الوزن و القافية .
تميز بكتابة الأغانى التى مازالت حتى اليوم تذاع فى العديد من المناسبات و ربما نسمعها و نرددها دون أن نعرف أنه مبدعها فهو الذى كتب : دقوا المزاهر يا أهل البيت تعالوا التى غناها فريد الأطرش ، برجلاتك برجلاتك .. يا سلام سلم على شرباتك التى غنتها شادية ، و حياة قلبى و أفراحه و هناه فى مساه و صباحه التى غناها عبدالحليم حافظ .
غنى من كلماته العديد من المطربين الكبار و كانت كلماته سببا فى ذيوع شهرة الكثيرين لكن الغريب أن الناس تردد هذه الأغانى ربما دون أن تدرى أنه مؤلفها ، غنى له محمد فوزى : مال القمر ماله ، تعب الهوى قلبى كما غنى له فريد الأطرش : قلبى و مفتاحه ، تعب الهوى قلبى كما غنت له شادية : الشمس بانت من بعيد ، حبينا بعضنا كما غنت له ليلى مراد : يا طبيب القلب كما غنت له فايزة أحمد : يا حلاوتك يا جمالك ، كما غنى له محمد العزبى : الأقصر بلدنا ، كذلك غنى له كارم محمود و عبدالعزيز محمود و منير مراد و صباح و إسماعيل ياسين و محمود شكوكو و غيرهم من المطربين و الفنانين .
كتب دويتو حاجة غريبة لعبدالحليم و شادية و دويتو يا سلام على حبى و حبك لفريد الأطرش و شادية لكن له أغانى ليست متميزة و حسب بل يكاد يكون الوحيد الذى أبدع فى كتابتها كما لم يبدع غيره فى كتابة الأغانى ، فمن ينسى أغنية : يا سيدى أمرك أمرك يا سيدى .. و لجل خاطرك خاطرك يا سيدى .. ماقدرش أخالفك لأنى عارفك .. تقدر تحط الحديد فى إيدى ، فيها غنى عبدالحليم (كان فى حاله و جت له بلوة من السما) ، من يستطيع كتابة هذه الكلمات سوى مبدع كبير مثل فتحى قورة .
تميز فتحى قورة فى كتابة كل أغانيه لكن تظل أغنية من تأليفه غناها محمود شكوكو تحتل مركز الصدارة فى الإبداع و الجمال و التميز و التفرد و الإبتكار :
حبيتك حبا جما .. و الروح بهواك مهتمة
و إزاى يا جميل تهجرنى .. إلى أجل غير مسمى
بقى يعنى اكمنى بحبك .. تقابلنى و بوزك شبر
كل اللى جرالى ف حبك .. وعد و مكتوب بالحبر
قسمتى وياك و نصيبى .. يا شاغلنى و لا أنت دارى بى
قربك دا جميل يا حبيبى .. و بعادك دا غازات سامة
فتحى قورة ولد فى 19 أكتوبى 1919م فى قرية العلاقمة مركز ههيا بالشرقية و بدأ حياته العملية بالكتابة فى الصحف الفكاهية مثل البعكوكة و الصاروخ و كان يكتب فيها و يؤلف الأغانى بمقابل زهيد ربما يصل لفنجان قهوة و سيجارة أو عزومة على الإفطار ، قيل إنه بسبب حالته المادية باع ما يقرب من 40 أغنية لشاعر كبير نسبها لنفسه و كلها سمع فتحى قورة أغنية منها بكى حزنا عليها .
لكن مما يؤسف له أن هذا الشاعر المبدع الموهوب لم تقدر موهبته و ظلم رسميا و إعلاميا و لم يأخذ حقه حيا و ميتا فلم يهتم به أحد و لم يتم تكريمه و حينما أصابه المرض فى عينيه طالبت أم كلثوم و عبدالوهاب بعلاجه على نفقة الدولة و حينما جاءت الموافقة المتأخرة على الطلب كان قد فقد بصره بالفعل حيث قضى آخر سنوات عمره كفيفا حتى توفى 18 أغسطس 1977م و لم يحضر جنازته أو عزاءه أحد من أهل الفن سوى الفنانة لبلبة و مندوبو جمعية المؤلفين و الموسيقيين فقط .
المصادر :
جريدة المصرى اليوم العدد 4001 .
مجلة صباح الخير العدد 3187 .
جريدة الأهرام العدد 47345 .
