كتب / خطاب معوض خطاب
أول قضية إثبات نسب فى مصر …
حكاية بنت الحسب و النسب مع الأرتيست …
القصة الحقيقية لفيلم فاطمة الذى قامت ببطولته أم كلثوم …
بنت الحسب و النسب هى السيدة نور الهدى محمد سلطان الشهيرة باسم هدى شعراوى ، أبوها كان رئيسا لأول مجلس للنواب فى تاريخ مصر و قائم مقام الحضرة الخديوية بالصعيد ، قائدة الحركة النسائية فى مصر التى أقامت الدنيا و أقعدتها من أجل تيسير الزواج و صاحبة فكرة تخفيض المهر إلى ربع جنيه مصرى و المطالبة بحقوق المطلقات و زوجها على باشا شعراوى رفيق كفاح زعيم الأمة سعد باشا زغلول .
أما الأرتيست فهى المطربة و الممثلة المسرحية فاطمة سرى التى كانت أول مصرية تغنى أوبرا كاملة فى تاريخ مصر و هى أوبرا (شمشون و دليلة) ، و اسمها الحقيقي فاطمة السيد الراوى .
وقع محمد بك شعراوى ابن السيدة هدى شعراوى فى غرام المطربة فاطمة سرى و ظل يطاردها حتى وقعت فى غرامه و تزوجها عرفيا بورقة كتبها محاميه ، و عندما حملت منه كتب إقرارا على نفسه بنسب الجنين الذى فى بطنها إليه و أنه ثمرة زواج شرعى على سنة الله و رسوله و أرخه بتاريخ ذلك اليوم و هو 15 يونيو 1925م .
انتشر الخبر و نشر بالجرائد و عندما علمت السيدة هدى شعراوى ثارت ثائرتها و أجبرت ابنها على التبرؤ من زوجته الأرتيست التى وضعت بنتا فى 7 سبتمبر 1925م ، فكيف لواحدة أرتيست مثلها أن ترتبط بابن الحسب و النسب ، رفعت فاطمة سرى قضية إثبات زواج و نسب و ترافع عنها وقتها المحامى فكرى أفندى أباظة ، و بعد تداول القضية بالمحاكم لمدة 3 سنوات تم الحكم بصحة الزواج و إثبات نسب الطفلة ليلى محمد شعراوى لأبيها و إلزامه بجميع الحقوق الشرعية المترتبة على هذا النسب .
كانت السيدة هدى شعراوى موجودة بالمحكمة أثناء النطق بالحكم ، و الغريب و العجيب أنها حين سمعت الحكم قامت و احتضنت حفيدتها الصغيرة و خرجت بها من المحكمة ، لكن الأغرب و الأقسى أنها حرمت أم البنت المطربة فاطمة سرى من رؤية ابنتها مدى الحياة .
المصادر :
جريدة المساء 30 يناير 2014م .
جريدة الأهرام العدد 47149 .