شعر وحكاياتعام
وريقات أربعينية
بقلم د. غادة فتحي الدجوي
الوريقة العشرين…
في الوريقة السابقة تحدثت عن رحلة السفر و الأن اكتب إليكم هذه الوريقة بينما أنا في الطائرةفي رحلة العودة و تسليتي الوحيدة هي مشاهدة الأفلام ، و لكن ماذا أفعل بعقلي فعند المشاهدة أبدأ في التفكير و هذا فيلم جديد أثار في عقلي بعض التساؤلات ” فيلم الأصليين”
فأحد بطلات الفيلم تحدثت بأن أجدادنا القدماء تَرَكُوا لنا مفتاح هام للابداع ، مفتاح موجود في كل مكان في الأثار الفرعونية، علي المقابر في المعابد علي الأعمدة في كل مكان، المفتاح ده هو زهرة اللوتس الزرقاء…كان موجودة ضمن محتويات مقبرة حقيقيةو كان المصريين القدماء عن طريق شم زهرة اللوتس تتفتح في نفوسهم و عقولهم مجالات للتخيل و الإبداع ..
و عندما فكرت بالأمر سألت نفسي بما أننا في العصر الحديث و لا نري زهرة اللوتس الزرقاء و لا يمكننا أن نزرعها لنشم رائحتها لنبدع هل سيموت التخيل و الإبداع ؟ هل نحن بحاجة الي أن نشم اللوتس الأزرق كي نبدع و يخرج خيالنا بما هو جديد و متطور؟ أم لكل واحد منا زهرة اللوتس الخاصة به الذي حين يشم عطرها تتفجر لديه كل ينابيع الفكر و الإبداع و الخيال
و تكلمت عن قانون ماعت هذه السيدة الجميله علي رأسها تاج و هي أول محامية امرآه مصرية و تناولت في الفيلم بعض المفاهيم التي أثارت فضولي في التفكير…و كلها عن المرأة و كيف أنها رمز للعديد من المفاهيم كالحب، القوة، الحنان، السلام، العطف، الحكمه و غيرها… و كيف أن كل امرأة عليها أن تفكر في نقاط القوة التي وهبها الله إياها و التي احيانا تغفل عنها و هي بإمكانها تغيير العالم بداية من كونها أم تربي و تعلم أبنائها خطاهم في الحياة.. تحية لك يا أمي?
و أما الرحلة الثانية شاهدت فيلم بعنوان ” كل شيء… كل شيء” و كيف أن الأم أمكنها أن تقنع ابنتها بأنها مريضة بنقص المناعة النادر لأنها فقدت ابنها و زوجها و خافت علي ابنتها المتبقية من العالم و خافت أن تخسرها تحت أي ظروف فعاشت البنت داخل البيت ٢٠ عاما ، تري العالم الخارجي من الزجاج و لديها شغف الحياه إليّ أن أحبت جارها و من خلال الأحداث قررت أن تتزوج من جارها و تخرج الي الحياة و لو لتعيش ليوم واحد و حتي إن كان الثمن حياتها… و هنا بدأت أفكر في كم التنازلات التي أحيانا نقدمها لمن حولنا و التي تمنحهم لذة الحياة دون أن يشعروا بأهميتنا في حياتهم حتي يفقدونا و هل يوجد حقا في حياتنا ما يجعلنا يوما نضحي بحياتنا من اجله؟ فكرت في نفسي فكان ردي . نعم ، المبادئ و القيم تستحق أن نحافظ عليها حتي و لو كلفتنا حياتنا ، ربما يقرأ البعض الكلمات و يستهين بالجمله و لكن حقا.. كم من أشخاص في تاريخ العالم دفعوا حياتهم ثمنا لمبادئهم و قيمهم… و لكن السؤال الأهم و فكروا مع أنفسكم فيه، ما هي مبادئكم و قيمكم التي تتبعونها وتتكون هي نبراس لحياتكم؟
و انتهت رحلتي و لدي العديد من التساؤلات، و لكن بدأت مرحلة جديدة في حياتي و حدثت لي صدمة نفسية من مقربين الي نفسي ، و كنت بحالة نفسية صعبة جدا و لكن عليا أن أتماسك لأني لدي ورشة عمل أنا طالبة فيها و منت أنتظر المدرب الرقيق” بن” و ورشته فأردت أن أتماسك و كانت المفاجأة بالنسبة لي عنوان الورشة أتدرون ما هو ” التعافي من الصدمات” و أصبحت لا أعلم هل هذا من حسن حظي أم من سوء حظي؟ أني أحضر و انا في هذه الحالة النفسية، و لكن إن الله رحيم بعبادة و كأن الورشة تدعمني و تجعلني أتعافي و كل عائلتي في التدريب يدعمونني بالحب و الاهتمام و شعرت و كأن ترتيب القدر كان في جانبي…
و هنا و كأن العالم حولي زهرة لوتس زرقاء أشم عبيرها من محبة من حولي فتدفق إليّ عقلي و قلبي أفكار عديده و ابداعات جديدة ، و كأني أقف و بجانبي اول محامية مصرية ماعت لتدافع عن نفسي أمام عقلي و قلبي و تقول لي اخرجي من القفص فأنني علي حق و أن القانون الالهي لا يهمل الحق بل يمهل، نعم و أن المبادئ و القيم ليست بالهينة و لكن هناك وقت تتحدث فيه و هناك وقت لابد له من الصمت الذهبي…
و اخيراً ان التعافي من صدمات الحياه من ضروريات الحياة و لكن بأيادي محبينا و قلوبهم و برضا رب العالمين، و كلمتي الأخيرة من هذه الرحلة الصغيرة القريبة… إذا وهبكم القدر سلطة فاحترموها و اذا وهبك القدر قلوب مخلصة فحافظوا عليها لأنها نعمة لا تقدر بثمن، و اذا وهبك سبحانه و تعالي المخلصين لك بدون مصالح و لهم قيم و مباديء فأنت من المحظوظين…