بقلم
المؤلف والمخرج
فارس البحيري
رجل وامرأة (A Man and a Woman )
الفيلم الفرنسي الحائز على الأوسكار ، والغولدن غلوب كأفضل فيلم أجنبي ، وسعفة كان الذهبية لعام 1966 ، من إخراج الفرنسي الأشهر (كلود ليلوش) ، بطولة الممثلة (أنوك إيميه) ، والممثل (جان لويس ترنتيغانت).
رجل و إمرأة تدور قصته حول أمرأة جميلة تقوم بإيصال إبنتها الصغيرة إلى المدرسة ثم تذهب باحثة عن تاكسي ، في نفس المكان و الوقت يأتي رجل بسيارته إلى المدرسة ليودع طفله الصغير . لم تستطع العثور على التاكسي بسبب المطر المنهمر بغزارة مما يضطرها للركوب مع صاحب السيارة الذي لا يوجد سواه في هذا المكان . الصدفة وحدها تجعل الاثنان يتعرفا على بعض ليبدأ رحلة رومانسية شفافة مملؤة بأحاديث عن الحياة والكون من حولهما.
رجل و إمرأة أبرز ما يميز هذا الفيلم, إذا أستثنينا دفئه ورومانسيته, هي الشاعرية التي ظللت كثيراً من مشاهده. يُذكر أن مشهد (الرجل مع كلبه) يعتبر الأكثر شاعرية ، حيث ظهر جمال الصورة في ذلك المشهد معجزة بشكل يدعو إلى البكاء نشوة وسعادة. منظر الشاطئ والرجل الغريب يمشي برفقة كلبه الأسود يغطيهما شعاع الغروب ، والكلمات التائهة التي يطلقها الحبيب وحبيبته, هي مكونات لصورة جميلة وفاتنة رائعة الوصف ، وليس من حل أمامها سوى ارتشاف لآلىء الجمال التي تنضحها.. بصمت وهدوء.
رجل و إمرأة حكاية بسيطة جداً تبدو فيها نفحة من الشاعرية تؤكدها نبرة الصوت التي يستخدمها البطلان أثناء حوار بينهما , وهي نبرة يعلوها شيء من الخدر والتيه و الخمول يولد إحساساً بالدفء في النفس.
رجل و إمرأة فيلم ينضح بالجمال. جمال الشكل, جمال الصورة, جمال السرد, جمال الموسيقى, وجمال بطلة الفيلم النجمة الفرنسية (أنوك إيميه). الفيلم روح من الجمال أبدع في نقشها المخرج (كلود ليلوش) . يبدو ذلك واضحا في القطع الناعم بين اللقطات, والرشاقة في السرد والنقلات, والأداء العفوي, وانتهاءً بالظلال الشاعرية التي سيطرت على مشاهد الفيلم . النجمة (أنوك إيميه) واحدة من أشهر نجمات السينما في فرنسا والعالم. ذاع صيتها في ستينات وسبعينيات القرن الماضي. وفي تلك الفترة شاركت في أعمال مهمة من بينها مشاركتها البارزة مع المخرج الإيطالي الأسطورة (فيدريكو فيلليني) في إثنين من أهم أفلامه هما (الحياة اللذيذة-La Dolce vita)