صراع المرأة والرجل واشكالية الاهتمام ونتائج الاهمال على شكل الأسرة
كتبت جيهان عوض
-تختلف سيكولوجية المرأة عن سيكولوجية الرجل فهما خُلقا للتكامل لا للتطابق، فكٍل منهما لهما نفس الإحتياجات ولكن بمعايير مختلفة ودرجات متفاوتة، فمعظم المشاكل الزوجية تشير إلى طرف منهما لم يعد يهتم، أو لا يكترث بوجود الآخر، وغالبًا ما تكون المرأة هي الفاقدة لتلك الحميمية في العلاقة فهي كائن رقيق، حساس، لطيف، جُبل على الاهتمام، أما الرجل فدائمًا هو الطرف الصامت واللا مبالي طيلة الوقت، بل و يلقي اللوم على المرأة إن أعلنت تمردها وطالبت بالقليل من الاهتمام والاحتواء الذي تسرب من العلاقة بينهما ، فإهمال مشاعر المرأة ذنب لا يغتفر لديها.
-رفقا بالقوارير:
-فعندما قال رسول الله صل الله عليه وسلم: “رفقًا بالقوارير”ويعني النساء، فتشبيه القارورة أقرب للنساء فهي نقية، رقيقة، ترى ما بداخلها، تحتاج عناية خاصة، وإن كسرتها فلا تحاول اصلاحها فربما تجرحك! فرفقًا، وما ينطق عن الهوى.
-السكن والمودة والرحمة:
– قال الله تعالى ” وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةًَ “
فحواء خُلقت من ضلع آدم الأيسر بالقرب من القلب ليحتويها ويحنو عليها، لا يكسرها، قال رسول الله صل الله عليه وسلم: “إنّما مثل المرأة مثل الضلع المعوج إن تركته انتفعت به، وإن أقمته كسرته”. والمودة والرحمة هي من أسمى معاني الحب وأرقاها على الإطلاق، فالمودة تأتي بالمعاشرة الطيبة الصادقة التي لا رياء فيها، والرحمة صفة إلهية شاملة لكل معاني الرأفة، والعطف، والعفو، والسكينة.
إقرأ ايضا
الحب اثناء فترة الارتباط وبعد الزواج
الزوجة سبب الخيانة
-الاهتمام يخمد ثورة المرأة:
-فتجد أن المرأة في قمة ثورتها من الرجل والأمر أصبح بينهما على المحك، وحياتهما باتت على شفا حفرة من الانفصال، فتجهش هي بالبكاء، وبدوره يبدأ يهدهدها ويربط على قلبها المنفطر، فتتلاشى وتذوب كل المشاحنات والمشاجرات كذوبان الثلج، وتظلهما سحابة العفو، وتحيطهما ملائكة الرحمة، هكذا هي حواء، القليل من الاهتمام يطفئ لهيب ثورتها، قال الحبيب: ” اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله “.
-الاهتمام بالتفاصيل:
-الاهتمام بالتفاصيل فن لا يتقنه الرجال، فالمرأة مولعة بالاهتمام بأدق التفاصيل، فإن سألت احداهن عن تاريخ أول لقاء ستوافيك بتقرير وافي لكل صغيرة وكبيرة لذاك اليوم، فكن حذر أيها الرجل فلا تنس تاريخ أول لقاء، تاريخ الخطبة، تاريخ الزواج، انتظر! لا تنس أبدا لون أحمر الشفاة الذي تعشقه!
-الرجل هو هم المرأة :
-تظن المرأة السعادة بقرب الرجل، تصب كل اهتماماتها في شخص واحد اخترته حبيب، قد تتهاون أحيانا بحق نفسها لسعادته، تتفانى لإرضائه، فرضاه سعادتها، والقرب منه الدنيا وما فيها، حتى اهتمامها بانوثتها ما هو الا اهتمام بآدم، هذا ما أشار إليه أمير المؤمنين بقوله: “خُلق الرجال من الأرض وإنّما همّهم في الأرض، وخُلقت المرأة من الرجال وإنما همّها في الرجال”.
-الاختلاف في مواجهة المشكلات:
-لا تستطيع المرأة ترويض مشاعرها لإحساسها المفرط، وعاطفتها الجياشة، بعكس الرجل الذي يملك لجام مشاعره، تواجه المرأة معركتها بالثرثرة بيد أن الرجل يواجهها بالصمت والتريث، فلا تتأفف من ثرثرتها، ولا عتابها، واحذر صمتها، فصمتها لم يكن إلا نتاج خذلانها، وكأنها رفعت راية اللامبالاة، واعلم كلما استهان الرجل بمشاعر أنثاه تحدث الفجوة الحسية وتتفاقم المشاكل لتصل أحيانًا إلى استحالة العشرة ومن ثم الانفصال .
-المرأة تكذب أحيانًا:
-المرأة تكذب أحيانًا، فلا تصدقها عندما تقول لك: “اتركني” فهي تعني: “تمسك بي”، لا تصدقها عندما تقول لك: “لم تعد تعنيني”فهي تعني: ” اهتم بي” ولا تصدقها حينما تقول: ” ابتعد ولا تقترب”فهي تقصد: “أحبك فلا تخذلني”!
-رسالة لآدم:
-عزيزي الرجل كن شاعرًا فالمرأة تحب من يتلو عليها قصائده، كن عازفًا فهي تعشق اللهو بين أوتار آلتك، كن فنانًا ترسم بريشتك قلبًا واحدًا يحتويها، كن لها وطن تحتويك برحاياها، وتظلك بأهدابها، وتسخر لك أوصالها، كن لها رجلًا تكن لك كل النساء، قال رسول الله صل الله عليه وسلم: ” خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ” . تابعونا علي موقع مجلة سحر الحياة