شعر وحكاياتعام
أنا لا أغيب …
شعر : مصطفى الحاج حسين .
شَتَائِمُكَ دَائِماً تَصِلُ إليَّ
سَاخِنَةٌ
تَنبَعِثُ مِنهَا الغيرَةُ
وَرَائِحَةُ الكَرَاهِيّةِ السَّودَاءِ
تُؤلِمني صَدَاقتكَ المَزعُومَةُ
فَأَنتَ أمَامِي
تَنحَنِي لِحَدِّ مَاأُشفِقُ عَلَيكَ
كَرَامَتكَ تُلامسُ التُّرابَ
تَكادُ تُقبّلُ أطرَافي السُّفليَّةَ
لَكنّكَ عَجِزتَ عَن مُنَافَسَتِي
فَشلتَ أن تَكُونَ أمَامِي ندَّاً
وهذا ما يَجعَلكَ تَثورُ عليَّ
في غِيابِي
فَتَصرخُ وتَشتمُ وتُجنُّ
وتَبكِي
وَلَكِنَّني أنا لا أغِيبُ
اسمي فَوقَ رَأسكَ
سَيبقى حَاضِرَاً مُنتَصِبَاً
مَكَانَتِي تُهَيمنُ على فَضَائِكَ
فاحذَر النٌَسماتِ الّتي تَسخَرُ مِنكَ
والجّدرَانَ الٌتي سَتُطبقُ عَلَيكَ
اِحتِجَاجَاً على خِيانَتِكَ
أنتَ إن أرَدتَ كِتابةَ قَصِيدَةٍ
تَتَجرَّأُ وَتَقطفُ مِن لُغَتِي فَاكِهةَ الكَلام
تَسرِقُ نَبضِي لِتَشحَذَ نَبضكَ
تَسطُو على عيوني
لِتبصرَ عَمائِكَ
كانَ عَلَيكَ أن تَعتَرِفَ
لِأُعَلِّمكَ مَعنَى حُروفَ الأبجَدِيّةِ
القَضيَّةُ لَيسَت بِالنُقُودِ
ياثَرِيَّاً
وَنَحنُ نَعرف كَيفَ أَنتَ أغتَنَيتَ
هِي لَيسَت
باكتِنَازِ الدّهُونِ والشَّحمِ
وَمُصَارَعَةِ الدّيُوكِ
لِتَبطشَ بِتغرِيدَاتِ قلبي
الشِّعرُ
أَوسَعُ مِن شَهَادَاتِكَ المُزوَّرَةِ
وَأَكبَرُ
مِن أَن تَكُونَ لَكَ حظوَةً
عِندَ مَن يَغتَالونَ الشُّعَراءَ
الشِّعرُ يَختَنِقُ
إن تَنَفَّسَ مِن خِلَالِ مَسَامَاتِكَ
لأنّكَ لَستَ بالشّاعرِ ياغَبيٌّ
لَستَ بالشّاعرِ
يَامُتَلبِّدَ الضَّمِيرِ والعَاطِفةِ
فابتَعِد عَن طَرِيقِي .
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول