كتب/خطاب معوض خطاب
الكابتن حنفي بسطان نجم نادي الزمالك ومصر في كرة القدم، والكابتن محمد الجندي نجم النادي الأهلي ومصر في كرة القدم، يعدان من علامات الكرة المصرية عبر تاريخها الطويل، والجميل أنهما ورغم التنافس الشديد بين نادييهما إلا أنهما كانا صديقين مقربين لبعضهما بطريقة أثارت دهشة وإعجاب الكثيرين.
والكابتن حنفي بسطان نجم الزمالك في كرة القدم القديم يعتبر هو اللاعب الوحيد في التاريخ الذي لعب لفريق الزمالك وهو يحمل اسم المختلط وفاروق ثم الزمالك، كما أن الكابتن حنفي بسطان يعد بمثابة هرم نادي الزمالك الثاني بعد الكابتن محمد حلمي زامورا.
والكابتن حنفي بسطان لعب لفريق مصر الوطني ولفريق مصر العسكري وكان قائدا لهما بجانب قيادته لفريق نادي الزمالك لكرة القدم، وهو يعد من أكثر اللاعبين الذين ساهموا في بناء نادي الزمالك معنويا وماديا، فقد خاض حملة للتبرع للنادي لسداد أقساط وزارة الأوقاف في وقت ما، وحينما تم نقل مقر النادي من مكانه القديم _مكان مسرح البالون_ إلى مكانه الحالي بمنطقة ميت عقبة، كان يحمل الحجارة على كتفيه مع بقية زملائه بالاشتراك مع بعض لاعبي الأندية الأخرى من المكان القديم للمكان الجديد، كما أنه حينما كان يقوم بالتدريب في النادي كان يتنازل عن مكافأته، وحينما كتب في مجلة النادي كان يكتب متطوعا دون أجر، وذلك حبا في الميان الذي ينتمي إليه.
وتكريما له تم إطلاق اسمه على المبنى الاجتماعي للنادي منذ سنوات طويلة، ولكن للأسف الشديد منذ عدة سنوات هدم مسئولو النادي المبنى الاجتماعي القديم، وأطلقوا اسم الكابتن حنفي بسطان على صالة الجيم بالنادي ولكنهم أزالوا اللافتة التي تحمل اسمه بعد ذلك، كما أنهم منعوا أخاه وابن أخيه من دخول النادي، وكان الأولى أن يتم تكريمهما وفاء وتقديرا للكابتن حنفي بسطان.
أما الكابتن محمد الجندي فقد حقق العديد من البطولات مع النادي الأهلي وشارك في دورة لندن الأولمبية، وعمل بالتدريب في النادي الأهلي والفريق الوطني المصري والعديد من الأندية، ويذكر له أنه كان مدربا لفريق كرة القدم بنادي غزل المحلة الفائز ببطولة الدوري العام موسم 72/73.
والعجيب أن الكابتن حنفي بسطان والملقب بلقب “أبو قطر”، والكابتن محمد الجندي الملقب بلقب “أبو الجنود”، وكما ظلا صديقين مقربين متلازمين طوال عمرهما، فقد كانا متلازمين أيضا في مغادرتهما للدنيا، ففي إحدى الليالي وبينما الكابتن حنفي بسطان في طريقه من نادي الزمالك إلى بيته، وأثناء وقوفه مع بائع ليشتري منه جريدة الغد، إذا بالبائع يقول له: “ياكابتن، الكابتن محمد الجندي تعيش أنت”، وبعدها انطلق الكابتن حنفي بسطان إلى منزله ونام ليلتها حزينا مهموما على فراق أقرب أصدقائه، وحينما أراد أهله إيقاظه في الصباح وجدوه قد مات، وكان هذا في أحد أيام شهر نوفمبر سنة 1995.
زر الذهاب إلى الأعلى