عاممقالات

المطربة ليلى مراد



كتب /خطاب معوض خطاب
القيثارة المظلومة

كانت الفنانة ليلى مراد التي توفيت في مثل هذا اليوم 21 نوفمبر 1995م شخصية استثنائية في تاريخ الفن المصري ، القيثارة التي ملكت القلوب و أسرت الأسماع و تربعت على عرش الغناء و السينما و اشتهرت بالخجل و الحياء و الكرم الشديد ، حيث ذكر المخرج محمد كريم في مذكراته أنه استعان بفتاة من الكومبارس لتسجيل صوت ضحكة لأن ليلى مراد كانت تخجل أن تضحك وقت تصويره لفيلم “يحيا الحب” ، و حين طلب منها عبد الحليم حافظ أن يغني أغنية “تخونوه” تنازلت له عنها و كتبت له رسالة طويلة قالت له فيها :”أنا غنيت كثيرا ، و بدايتك تشبه بدايتي الفنية ، و لابد أن أقف معك” .

لم تتعرض فنانة مصرية للظلم مثلما تعرضت له ليلى مراد ، سواء في حياتها أو بعد موتها حتى اليوم ، الفنانة ليلى مراد لم تكن مجرد مطربة صاحبة صوت جميل أو ممثلة ذات أداء جيد ، بل كانت قبل أي شيء إنسانة أحبت من حولها و ذابت عشقا فيهم في نفس الوقت الذي تعرضت فيه لمعاملة لا تليق بمن أعطتهم كل هذا الحب ، ولدت “ليليان زكي موردخاي” الشهيرة باسم “ليلى مراد” بالأسكندرية في 17 فبراير 1918م لأسرة يهودية فقيرة ، و كان والدها الملحن المعروف “زكي مراد” يهوديا من أصل مغربي و أمها يهودية مغربية من أصل بولندي قد قدما الأسكندرية حيث ولدت ليلى و أخواها الملحن و المطرب و الممثل الشهير “منير مراد” و المطربة المغمورة “سميحة مراد” أو “ملكة مراد” ، و قد عانت ليلى من الفقر كثيرا في طفولتها .

ليلى مراد هي صاحبة أشهر أغنية لحجاج بيت الله الحرام “يا رايحين للنبي الغالي .. هنيالكم و عقبالي” ، و هي صاحبة عدد كبير من الأغنيات التي تركت اثرا في مستمعيها الذين ما زالوا يرددوها حتى الآن ” الحب جميل” و “ليه خليتني أحبك” و “رايداك و النبي رايداك” و “حبيب الروح” و “شحات الغرام” و “قلبي دليلي” و غيرها ، و صاحبة سلسلة أفلام سينمائيسة تحمل اسمها “ليلى” حيث كانت أول نجم شباك للسينما المصرية على مدار تاريخها ، بالإضافة لعدد من الأفلام الشهيرة مثل :”شاطئ الغرام” و “حبيب الروح” و “قلبي دليلي” و “غزل البنات” و “ورد الغرام” و “الماضي المجهول” و غيرها .

تزوجت ليلى مراد مرات 3 و للأسف كانت غير سعيدة في زيجاتها الثلاث التي انتهت بالطلاق ، حيث عانت في زواجها الأول من الفنان أنور وجدي ، و شهد المقربون منهما أنها أحبته بصدق و في نفس الوقت كان يتعامل معها كتاجر ، فقد تزوجها نجمة شهيرة و استغلها في أفلام من إخراجه و لم يدفع لها أجرا هذا بخلاف معاملته القاسية لها و في النهاية انتهى زواجهما بالطلاق 3 مرات ، و كذلك انتهى زواجها بالطيار وجيه أباظة والد ابنها أشرف وزواجها بالمخرج فطين عبد الوهاب والد ابنها زكي ، و كتبت ليلى مراد نفسها في مجلة الكواكب 1954م أنها لم تكن سعيدة في زيجاتها :”كنت لا أريد لنفسي أن أكون مغنية و لا ممثلة ، كنت أمني نفسي بأن أكون مدرسة أو زوجة كباقي الزوجات السعيدات ، و فشلت أن أكون مدرسة و باعدت حياتي الجديدة بيني و بين الزواج الموفق” .

ليلى مراد التي تعرضت للظلم في حياتها كثيرا عانت بعد طلاقها من الفنان أنور وجدي من شائعة “قيل إنه أطلقها” ، حيث تم اتهامها بأنها زارت دولة إسرائيل و دعمتها ماديا ، و عانت طويلا حتى ثبتت براءتها من هذا الفعل ، و من المعروف أن ليلى مراد تزوجت أنور وجدي في 15 يوليو 1945م و كانت يهودية في ذلك الوقت و أعلنت إسلامها في 7 ديسمبر 1947م .

حين كانت ليلى مراد حاملا في ابنها زكي فطين عبد الوهاب أخبرها طبيبها المعالج د.علي إبراهيم أن حملها خطر و خيرها بين حياتها و الحفاظ على الجنين ، اختار زوجها فطين عبد الوهاب حياتها بينما رفضت هي و قالت :”لا .. المهم طفلي” ، و في النهاية وضعت طفلها بسلام ، و بعد سنوات قليلة و تحديدا سنة 1955م أعلنت اعتزالها الفن نهائيا و هي في أوج شهرتها و كان سنها 37 سنة و تفرغت لتربية ابنيها أشرف وجيه أباظة و زكي فطين عبد الوهاب ، و من الجدير بالذكر أن ابنها زكي فطين عبد الوهاب قد ظهر في برنامج “إعترافات ليلية” مع الإعلامية بثينة كامل في قناة العاصمة الجديدة و قال إنه يعتذر لأمه حيث كانت تمر بحالة إكتئاب و اعتزلت العالم أواخر حياتها ، و أنه ابتعد عنها و أهملها كثيرا و لم يقدم لها العون و الدعم الذي كانت تحتاجه .

المصادر :
موقع السينما . كوم .
جريدة المصري اليوم العدد 3813 .
جريدة الشرق الأوسط 9 فبراير 2016م .
كتاب الوثائق الخاصة لليلى مراد “أشرف غريب” .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock