عاممقالات

Fabri

فنان إيطالى


بقلم/ علي العريفي

Fabri..

من فترة طويلة وانا أشعر أن من واجبى التعريف بفنان إيطالي كان ظاهرة فنية في حياته المليئة بالإبداع في مجال كتابة الشعر الغنائي والتأليف الموسيقي والعزف والغناء ِ وهو ظاهرة لأنه كان قمة في كل ذلك حيث اعتبرته جامعة جنوة أحد أكبر شعراء إيطاليا في الشعر الغنائي خلال القرن العشرين.

في هذا الشهر حلت ذكرى وفاة fabrizio di andrea الواحدة والعشرون حيث رحل عام 99 تاركا وراءه ثروة فنية تتحدث عن مشروع فني كبير عمل في بعض منه على مدى أربعين عاما على محاولة لإحياء بعض لهجات اللغة الإيطالية القديمة في مدن جنوة ونابولي وصقلية وهى مدن تقع جميعها على ساحل المتوسط لإحياء تراثهم الموسيقي والتى استعان في عزف الحانها ببعض الالات الموسيقية لبلدان حوض المتوسط حيث كان كان يؤمن بلقاح التفاعل التاريخي والحضاري لشعوبها في تبادلاتها وهجراتها في المنطقه فأصدر ألبومه الأشهر عروسة البحر(creuza di ma) في بداية الثمانينات مستعينا ببعض الآلات الموسيقية التى تستخدمها شعوب حوض المتوسط في عزف موسيقاها لكي تنال استحسان وتذوق مستمعيها من دول الحوض حيث ادخل في الحانها الات موسيقيه مغاربية وشرقية وكان منها الة الطمبورة الوترية المصرية القديمة الشائعة الآن في لبنان وسورية والتي أتحفنا بها عزفا في مطلع أغنيتة الشجية sidon ( صيدا ) اللبنانية والتي أهداها لتلك المدينة العربية التاريخية تضامنا معها خلال اقتحام قوات الإرهابي شارون لها في بداية الثمانينات حيث تتحدث الأغنية عن فجيعة أب شاهد مجنزرة إسرائيلية تسحق جسد طفله أمامه فجعل الة الطمبورة تبدأ الأغنية بعزف أوتارها المدهش كأنها تصور نحيب الوالد المفجوع على طفله وهو يراه أسفل جنزير الدبابة ولا يستطيع فعل شئ له إلا النحيب.

كان فابرى كما كان يحب أن يناديه أصدقاؤه خاصة صديقه الحميم الممثل الكوميدي الشهير paolo villaggio ب fantozzi محل تقدير بالغ من كافة طبقات المجتمع الإيطالي خاصة مثقفيه وسياسييه وفنانيه ومن العامة الذين أحبهم حيث غنى للمشردين dun rafaele والجوعى geordi واليائسين والبغايا via del campo و bocca di rosa والمغيبين بفعل الكهنوت il testamento di tito وغنى هجاء للحرب guerra di piero وغنى للحب وكان أشهر أغانيه في ذلك اغنية مارينلا ( canzoni di marinella) والتى غنتها أيضا مطربة إيطاليا الشهيرة mina تقديرا له حيث اعتبرتها أفضل ما كتب ولحن في الشعر الغنائي وغنى له مشاهير الغناء في إيطاليا خاصة andrea bocelli أغنية الحب الضائع. L amor perdoto و vasco rossi أغنية. ساحة الحرب alla parata miletare وpiero pelo اغنية الصياد. Il pescatore. وأخرون كثيرون ممن آمنوا بموهبة fabri الاستثنائية في الشعر والغناء والتلحين والعزف.

كان مما أضاف الاحترام والتقدير الكبيرين ل fabri انه كان قد تم اختطافه من قبل المافيا في صقلية هو وزوجته الثانية حينها dori ghezzi في عام 81 وظل هو وزوجته محتجزين في حجرة ضيقة بإحدى الأماكن النائية بصقلية لمدة 117 يوما متواصلة وكان يوضع على رأس كل منهما غطاء يتشابه مع ما كان يوضع على رؤوس الارهابيين في سجن جوانتانامو وطالب الخاطفين والده الذى كان ارستقراطيا ويعمل حينها أستاذا بجامعة جنوة بفدية قيمتها خمسمائة مليون ليرة تعادل مائتي وستون ألف يورو لإطلاق سراحهما وكان لهم ما أرادوا .

وبعد أن أطلق سراحه قرر bari استثمار بعضا من امواله لإقامة بعض مزارع الاسماك والمحار بخليج صقلية لتوفير بعض فرص العمل لأبناء المنطقة هناك متسامحا مع ما فعله ابناثها حيث عزى جريمة اختطافه بسبب الفقر الشديد وافتقادهم لفرص العمل وتخلف الدولة عن تنمية منطقتهم وكان يتردد على المنطقة بعد إقامته لمشاريع الصيد فيها بل قام باهدائهم أغنية la pittima. وهى تعنى في اللغه الليجورية ( صافى) اى انه عفا عنهم! .وصورها وهو يغنيها مع بعض الصيادين في البحر على ظهر قارب صغير!

توفى fabri متأثرا بسرطان الرئة عن عمر 60 عاما تاركا ثلاثة عشر ألبوما من اجمل الأغانى والأشعار والموسيقا وقد كرمته الدولة بما يليق بعطائه حيث لم تخلو مدينة في ايطاليا من إطلاق اسمه على أحد شوارعها او ساحاتها أو مدارسها أو مسارحها أومعاهدها الموسيقية بل تم اختيار بعضا من أشعاره الغنائية ضمنتها بعض المناهج الأدبية في المدارس والجامعات وهناك العديد من الرسائل العلمية التى أعدت عن موسيقاه وأشعاره واصبح اسمه مخلدا كأحد أعظم من انجبتهم ايطاليا في المجال الفنى…
أغنية صيدا …

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock