حكت لي أن الأيام كانت تمر ببطئ شديد ، كل شئ صامت وباهت ، جميع الألوان لونت بالرمادي والباقي بالأسود ، كانت تحاول البحث في كل أرجاء الغرف و أركان من كانت تتحدث إليهم وخبايا نفسها عن شيئ يعيد لها الشغف ، أو علي مجرد الإبتسامة ، أقسمت لي أنه كان يمر يوم كامل لا تنطق بكلمة واحدة كانت تكتفي بمجرد الإماء ..
وبقوله يصفها.. كم كنت مستبدة حنونة تستبدين كل حزن بداخلي لم أفهم حتى اليوم كيف تكونين حزينة وتضحكين بشدة كيف تكونين مكسورة ، ويستند عليك كل من يحتاج إلي سند قوي إلهي من اي شئ خلقك الخالق ، كيف للسكر وللتوابل أن يجتمعا في إمرأة واحدة ؟!
لا أعرف إن كانت قد انتهت الحرب أو أننا نعيش هدنة ، لا أعرف إن كان قد انقضي كل شئ أم أنها مرحلة سكون ، في كل الأحوال الحياة معركة كبيرة والسكون والفوز يأتي بعد الموت ، لذلك السلامة في جولات الحرب أهم من قيمة الخسائر ..
عندما تسير الأمور ببطئ ، وتبدأ في كره المشاهد البطيئة والوتيرة الواحدة ، ما أصعب أن تصمت وسط كم هائل من الضجيج لا ينطق فيك شيئ ..
لسانك توقف وعيناك انطفئت ، تقف وتنظر لا تفكر ولا تتأمل مجرد نظر فقط حتي أنك لا تميز ألوان ما تنظر إليه ..
ليس بصمت حزين ولكن قضية الصمت هنا تدور حول الصمت من أجل الصمت لا يفيد التحدث ولا يجدي وإن أفاد فإن الصمت من أجل قضيته عظيم جدا ..
هل ينقصك ما كنت تتحدث لأجله ، أم الغائب هو الذي كنت تتحدث إليه ؟ لا تفيد الإجابات إذا كانت لا تصلح الأمر …
لا يصلح الأمر بالصمت ولا بالحديث ، قد يجدي الصمت ويعالج وقد يميت ..
يقول الكاتب الأيرلندي كلايف لويس :
الحياة في جنب الله لا تعني الحصول على حصانة من المِحَن، بل التحلّي بسلام في أثنائها..
وللنهاية يقول الشاعر اللبناني وديع سعادة ” الذين بلا أقدام ، حين تنظر إليهم بحب يصيرون بأجنحة “