شعر وحكاياتعام
الضهر والعكاز…الجزء التاسع
وفى اليوم التالى استيقظ الفتيان ووجد كلا منهم تعنتا من أهله ومنعهما من الخروج ومقابلة بعضهما ما داما لا يريدان قول الحقيقة وسبب اختفائهما فى تلك الليلة حتى الصباح فلم يجيبا غير أنهما كانا جالسين بمكان معين وغلبهما الحديث حتى نفذ الوقت منهم ولم يتنبها إلا لصوت المؤذن يدعو الناس لصلاة الفجر وبذلك لم يتقابلا فى اليوم التالى هذا ولكنهم فى اليوم الثانى لتلك الليلة قد نجحا فى الفرار من رقابة أهلهم تلك حتى أن عزت خرج خفية بدون أن يدركه أحدا من الأسرة وذهبا الاثنين بعدما تقابلا ورجحا فكرة الذهاب للإطمئنان على زينب وفى طريقهم ظلا يتحدثان عما جرى أهو أمر حقيقي حدث لهما أم أنه كان مجرد حلم أو تخيل أو هي مداعبة من ذلك الغفير لهم لردعهم من الذهاب لمثل هذا المكان مرة أخرى بالفعل وجدا نفسهما قد وصلا إلى بيت زينب التى كانت ترقد على الفراش والجروح بأماكن كثيرة فى جسدها والشرطة ما لبثت أن حضرت من أبلغ الشرطة بهذا لا أحد يعرف الجواب غير أن زينب ظنت خطأ أول الأمر بأن الفتيان من فعلا هذا ولكن سرعان ما ذهب ذلك الظن عن بالها عندما وجدت الشرطة تستجوبهما عما حدث ولكنهما قالا أنهما لا يعرفان شئ حتى أكملت زينب حديثهما قائلة (هما شافوني على الطريق مرميه على الأرض جابونى البيت بعد ما طلبت منهم لأنى أبقى صديقة مدرستهم ) ولم تقل هذا عبثا أقصد الجزء الأخير فهي تذكرتهما بعد فترة من رؤيتهما وخصوصا مؤمن لأنها ذهبت إلى صديقتها هذه غير مرة إلى المدرسة لتذهب معها إلى المستشفى لأن المدرسة كانت فى الأشهر الأخيرة لها فى تلك الفترة وكانت تنتظر مولودا جديدا فكانت تذهب معها الى الدكتور لمتابعة ذلك فى استمرار وتذكرتهما سريعا ولكنها لم تخبرهما وهذا ما منعها عن أي نية بهما فى المرة التى ذهبا إليها فى البيت …وسرعان ما شكرتهم أمام الشرطى فذهب الشرطى وفى نفسه شيئا ما يخبره بأن ما يحدث هذا مسرحية لإخفاء أمرا ما وإذا بسارة التي كانت فى نفس الغرفة إلى جانب والدتها تغضب وتقول فى عنفوان ( ماما مين دول وازاى هما سألوا عليكى يوم الحادثة وكانوا ملهوفين زى ما يكون هما اللى عملوا فيكى كده أو كانوا عارفين ) زينب محاولة أن تهدئ الموقف (مفيش يا حبيبتى دول شغالين معايا مش أكتر وبدل ما نشكرهم أنهم انقذونى هنتهمهم ) سارة (لأ الناس دى عارفه انتى بتعملى ايه ومن فضلك تقوليلى على كل حاجه ) فحاول عزت التدخل قائلا ( مين دى يا ماما زينب أسمها سارة مثلا ) فنظرت له زينب للحظة ثم قالت (أيوه سارة بنتى ) سارة ( أيوه أنا بنتها بس أنتو اللى مين شغالين معاها ولا صاحبة مدرستكن ولو شغالين معاها شغالين ايه وبتعملوا ايه فى الشغل ده ) فنظر إليها عزت نظرة دقيقة فتبينت من تلك النظرة سارة أنه يريد تصويب حيرتها وأن يخبرها الأمر بحذافيره ولكن أمرا ما يمنعه في تلك الأثناء وفى ذلك حاولت الأم من الخروج من مأزق هذا السؤال ببراعة وفى هذا مؤمن يذهب تاركا ما يقال فى ذلك المجلس بتلك الغرفة ويتجه صوب الشباك فى خطوات هادئة ويتمعن فى أرجاء الشارع وكأنه يبحث عن أحدهم ولكنه فى حقيقة الأمر كان يبحث عن هالة التى رأها مرتين سابقا ولكنه لم يجدها تلك المرة وفى ذلك استأذن الفتيان للذهاب ثم بعث عزت الطمأنينه لسارة لتصويب حيرتها بطريقة ما وذهبا الفتيان يتحدثان عن الأمر وعن أن مؤمن لاحظ رغبة عزت فى إخبار سارة بالحقيقة معنفا أياه فلا يصح فعل مثل هذا ومن الأساس أمها لا تعرف الحقيقة كاملة ولا هما أيضا فهناك أمور مبهمة كثيرة متعلقة بالشيخ الزعرور والغفير والشريك الأخر الدكتور وعلاقة عبدالله زوج زينب الحقيقية بهم ولكن سرعان ما طرق ببالهما سؤالا هاما من أخبر الشرطة فلا يعقل أن يكن الرجل قد فعل هذا وكأنه يلقي بنفسه إلى التهلكة وكذلك الغفير ولا حتى زينب وهم فى ذلك استدار سريعا مؤمن بعدما أحس بأن شخصا ما يتعقبهم فوجدها هي …..نعم هي هالة تتعقبهما وقد سمعت حديثهما برمته ولما استدار مؤمن وتيقنت بأنها أكتشفت منه همت بالاسراع والجرى فرارا منهما وهما فى ذلك أسرعا ورائها محاولين اللحاق بها حتى وجدوها وأمسكا بها وأول من تحدث هي هالة قائلا ( أيوه أنا اللى بلغت الشرطة أنتو بتحطوا نفسكم فى موقف صعب وهتودى نفسكم فى داهية وعشان كده أنا هبلغ الشرطة عن كل حاجه )وفجاة زاغت منهم وهوت كالريح ولم يلحقا بها هذه المرة…وكانا فى ذلك اليوم قد استعدا لأن يأتى الشرطى ويأخذهما في أي لحظة وهو ما لم يحدث وفى اليوم التالى ذهبا إلى زينب التي حاصراها وبجانبهم ساره ساعدتهم فى ذلك وغلبوها جميعا فى إصرارهم على أن تقص لهم الحقيقة كاملة ففعلت وكانت تلك الحقيقة كالتالى…
إلى اللقاء مع باقي رواية الضهر والعكاز….