حياة الفنانين
“هناء داوودي” الشعر خلق لي مساحة ألوذ بها كلما أرهقني عبء الكون..فلا أجمل من عالم تبتكره بمدادك تزخرفه بأفكارك
..لتصنع بأسلوبك بصمة خاصة بك
عاشقة لعالم الشعر منذ الطفولة ،امرأة شغوف تنازل شظف العمر بحنكة شغغها ، حرفها سلس وكتاباتها بسيطة غير معقدة في الطرح حتى يصل حرفها للجميع وليس لفئة معينة، لديها العديد من الإصدارات و شاركت بثلاثة دواوين مشتركة ترجم إحداها للألمانية و الآخر باللغة الأمازيغية ،للكتابة دائما أبعاد و رسالة و هدف نطمح إليه كأدباء فكل فكرة قد تزرع أملا و تطرد يأسا و تبث بالروح عزيمة و حافزا .. شاعرة الياسمين هناء داوودي ضيفة سحر الحياة
اعداد وحوار /ريمة السعد
التدقيق اللغوي/ ميرفت مهران
لكل شاعر طفولة رافعة بالحب والشوق،فما هي أبعاد طفولة الشاعرة هناء وكيف التقت بكراسة الشعر؟
حين أتحدث عن طفولتي أستطيع القول بثقة أنها أجمل مراحل العمر بالنسبة لي كنت محاطة بالرعاية و الحب من قبل أسرتي و كل من حولي و ذاك كان لبنة أساس لكل خطوة لاحقا…ربما المحبة منحة الخالق التي نهتدي بها لدروب الحياة ..ذكرتها مرارا أن انجذابي لعالم الحرف كان بفضل والدتي التي هيأت كل السبل لتأخذ بفكري لهذا الفضاء الرحب حيث وطدت علاقتي بالكتابة من خلال جعل الورقة و القلم أشياء تلازمني على الدوام بالإضافة لما هيأه لي المناخ الثقافي و العلمي في البيئة التي نشأت بها من اطلاع حيث كان للمطالعة دور لا يستهان به لألج هذا العالم الذي أعشقه
البعد والشوق والحرمان هي مفردات الشاعر …ماهي مفردات الشاعرة هناء داوودي ؟وماالاقرب لقلبها ؟
هو الشغف الذي يأسرني نبضة بعد نبضة ..مفردة الشغف هنا لا تنحصر بالحب…بل أن تكون شغوفا بكل ما حولك بالحياة و الوطن و الحرف و الحبيب و الأبناء تلك شرارة ليتقد الاحساس و ذاك مدخلك لتخوض غمار الكتابة بنهم وتكتب عن اللهفة و الحرمان و الوجد….و غيرهم من مشاعر….أنا امرأة شغوف أنازل شظف العمر بحنكة شغغي فأنجو بكلي
مالذي يميز قصائدك و ما هي أبعاد القصائد التي تكتبينها؟
ربما الأقدر على الإجابة هو المتلقي لكن ما يصلني أن حرفي سلس و في كتاباتي غالبا أعتمد على بساطة التعبير و عمق المعنى و ابتعد عن التعقيد في الطرح لكي يصل حرفي للجميع و ليس لفئة معينة…
للكتابة دائما أبعاد و رسالة و هدف نطمح إليه كأدباء فكل فكرة قد تزرع أملا و تطرد يأسا و تبث بالروح عزيمة و حافزا
يقال أن بعض الشعراء يكتبون قصائدهم وأن البعض الآخر تكتبه القصيدة فمن أي الشعراء انت وكيف تولد القصيدة لديكِ؟
ربما لكي نتمكن من القيام بمهمة الكتابة على خير احساس علينا أن نترك الذات على سجيتها في التعبير حينها تكتبنا القصيدة بشفافية مطلقة …لذا هي عندي وليدة شعور آني أصوغه بما تيسر لي من إلهام و طبقا لما يعتري دواخلي من مشاعر
لك العديد من الإصدارات حدثينا عنها و ماهو جديدك ؟
البداية كانت بإصدار ترانيم الياسمين في عام 2013 تلاه إصدار آخر بعنوان أنثى المطر ..ثم ديوان وشاية العطر في 2017 كما شاركت بثلاثة دواوين مشتركة ترجم إحداها للألمانية و الآخر باللغة الأمازيغية….لدي قيد الطبع هتان عشق و قطاف الهناء على أمل أن يصدرا قريبا
هل اجتاحتك رغبة في تغيير أو تعديل قصائد كنت قد كتبتيها سابقاً؟
لا يخلو الأمر من رغبة بتعديل هنا أو هناك بالأخص حينما نقرأ ما كتبنا بعد فترة زمنية ما فنهمس لأنفسنا كان من الممكن أن نكتب أفضل
التطور ضرورة ملحة و كذلك النضج بأي تجربة كانت
الا تشعرين بأن هناك تباينا بين الشعر المعاصر والشعر في الأزمنة الغابرة؟ برأيك ايهما الافضل؟
بالتأكيد لكليهما سياق جمالي مختلف.. لكني أعتبر هذا تطور ايجابي لا ينقص من قدر الشعر قديما فلكل نوع رواده و محبوه و لا شيء يأتي على حساب شيء…تختلف الذائقة من شخص لآخر لذلك لا يمكننا أن نجزم أن أحدهما أفضل ..لكل مرحلة نهج معين و ربما اختلف الشكل و المضمون في الشعر المعاصر لكن يبقى للحداثة و الجمال القول الفصل
عندما تكتب الشاعرة هناء داوودي القصيدة هل تتعارك وتتشابك الأفكار فيما بينها ام إنها تأتي بطريقة سلسة ؟
وهل تضع في الحسبان( القارئ،الناقد،المدقق اللغوي)؟
لا أخفيك الأمر أنا بين ذاك و ذاك أحيانا تتوارد الأفكار لكن نعجز عن صياغتها بما يرضي طموحنا في كتابة شيء مختلف و متفرد….بينما في أحايين أخرى تزدحم المفردات و نجد أنفسنا عاجزين عن إيصال الفكرة كما نريد.. لكن غالبا تأتي سلسة دون مقدمات و هنا على الكاتب أو الشاعر مواكبة الاحساس لابتكار بصمته الخاصة
حتما أهتم بالقارئ و المدقق فأي حرف لا يسلط عليه النقد هو حرف مهمل أؤمن أن النقد الحقيقي قيمة مضافة لكن اهتمامي به يأتي بعد الكتابة و ليس أثناء ذلك ..القلق قيد و الحرف بغنى عنه حين يحلق الاحساس
كيف يمكن للشاعر ان يزخرف حروفه ويدخل الدهشة بين ثناياها؟
للموهبة دورها هنا و بالطبع تمكن الشاعر من أدواته و اتساع مخيلته و قدرته على التجدد و الابتكار له الدور الأكبر… لذلك تتفاوت الكتابات بين العادي و المبهر
هل لكل مبدع تاريخ من العذاب والأنين أم ليس بالضرورة؟
في الغالب نعم و لكن لا نستطيع التعميم ..لكل ابداع مسبباته و ظروفه و مسوغاته التي تختلف بين مبدع و آخر
مالذي يلهم الشاعرة هناء أكثر للكتابة ،الطبيعة ..الوحدة ..الموسيقا..المدن ..الفرح ..الحزن ..الفصول… ؟
أعتقد تقلب فصول الروح و الحالة المزاجية هي التي تأخدني باللاوعي إلى فضاءات أجهلها ..قد أتأثر بموقف ما ..بلحن ما…بحزن قد يخصني أو لا يخصني ..احساسي يتماهى مع كل ما حولي و أتركه على الغارب ليستقر حيثما يشاء الجمال
شاعرة الياسمين هناء داوودي سعدت بالحوار معك ..وكل نبضة حرف وهديل حمامة وانت بخير
كل انهمار شعر و أنتم برقي و نجاح…سررت كثيرا لهذه اللفتة الجميلة
وأخيرا ماذا أعطاك الشعر وماذا أخذ منكِ؟ أم ان الشعر دائما يعطي ولا يأخذ ؟
يكفيني أنه خلق لي مساحة ألوذ بها كلما أرهقني عبء الكون..فلا أجمل من عالم تبتكره بمدادك. ..تزخرفه بأفكارك ..لتصنع باسلوبك بصمة خاصة بك ..ما أخذه ليس بالكثير فقط هذا القلق الجميل لتكون الأجدر و الأفضل و المسؤولية التي تحفزك لتكون على قدر الكلمة و اللغة ذاك ما يأخذ منك بعض الطمأنينة و السكون
ما هي كلمتك لجيل اليوم؟ ورسالة شكر لمن توجهها الشاعرة هناء داوودي؟
كونوا على قدر أمانيكم و اسعوا لتحقيقها مهما صادفكم من عقبات لكل شخص مكانه في هذا العالم الفسيح فاحرصوا على العثور على المكان المناسب الذي يليق بكم….
دائما امتناني و شكري لمن ساندني و أرشدني و نصحني لأكون في الطريق الصحيح ..لمن يبقى بجانبي حتى عندما أتعثر فيعيدني بحكمته إلى جادة المحبة
مازلت بحاجة لتعلم الكثير الكثير و أظنني أهل لذلك
إقرأ المزيد “غادة رسلان الشعراني” أنا ذلك المزيج الذي جعل مني طبيعة مركبة لها بصمتها الخاصة
صحوة الشعر والمرأة في كتابات الشاعر السوري محمد عبد الرحيم كنعان
“الشاعرة عايده عيد”: الشعر والكتابة موهبة لكنني استطعت أن ارسم أهدافي من خلال الكتابة