تهاني ونوال وشهر رمضان
ومع ابتهال الجميع .. اللهم بلغنا رمضان .. دخلت علينا زميلتنا العزيزة المكتب بالتهانى بشعبان وقرب حلول رمضان واتقلب المكتب من حوار عمل الي تهانى ومباركات و .. اللهم بلغنا رمضان و ازاى السنة بتجرى بسرعه وان من علامات يوم القيامة عدم وجود بركة في الايام .. وطبعا كانت فرصه للحوار الدينى وبركة الشهر وازاى نستغل الشهر في القيام وتلاوة القرآن وصالح الاعمال مع سيل من الدعاء و اللهم بلغنا رمضان .. والطبيعى ان يتشقلب الحوار من فقرة الابتهال والتهانى لفقرة الياميش والمكسرات واسعارهم وان المول الفلانى اسعاره افضل والمول العلانى بضاعته اجود و وحوى يا وحوى و اللهم بلغنا رمضان.الي ان وصل الحوار الي الفقرة الاهم في رمضان بالمسلسلات ونجمات الفضائيات وهنتابع اي مسلسل وعلي اي فضائية و اجور الممثلين والممثلات وبرنامج الولد الشقى اللي مجنن النجوم واللي هيتابع 4 مسلسلات واللي عندها تلفزيون في المطبخ علشان رمضان
ده الحال الواقعى انه ينتظر المسلمين شهر رمضان بفارغ الصبر ومن بداية شهر رجب نعد الايام المتبقية علي الشهر الفضيل مع الدعاء المستمر [ اللهم بلغنا رمضان ] وأول ما يبلغنا المولى شهر رمضان و يهل علينا الشهر المبارك بهلاله .. و وحوى يا وحى و رمضان جانا وفرحنا به نطلع الزينات من الدرج ونستعد بالياميش وقمر الدين والمكسرات والهجوم علي العصائر و المأكولات والحلويات .. ونفطر وننام ونتفرج علي البرامج و المسلسلات
الغالبية منا الا من رحم ربى يفرغون شهر الصيام من محتواه وتحويله من شهر الفضيلة والصيام والعمل والعبادة إلي شهر السهر والنوم والكسل والتراخى ومتابعة الفضائيات التى قامت بالواجب في الحشد بآعداد هائله من المسلسلات والبرامج التى ليس لها هدف الا إلهاء عن العبادة والقيام والصيام
والكثير من النساء لا هم لها ولا شاغل الا المطبخ واعداد الولائم والحلويات وعندما تنهى وصلة المطبخ تنتقل لوصلة متابعة المسلسلات التى لا تمت للدين بصلة بعد ان كان كل دعائها في الشهور السابقه [ اللهم بلغنا رمضان ]
واقعنا المؤسف ان إيماننا بالتمنى والدعاء ونسينا ان الإيمان مصاحب العمل .. فبقرأه متأنية وتأملية في الآيات الشريفة فى قرآننا الكريم لا تجد كلمة الإيمان إلا وقد أقترنت بالعمل .. وأن هناك تلازم واضح ومطلق بين الإيمان والعمل فلا يكفى إيمان بلا عمل .. ولا عمل بلا إيمان .. وكذلك لا يكفي قول بلا فعل ..
قال تعالى : ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ) البقرة (82 )
وقال تعالى : ( وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وآجر عظيم ) المائدة (9 )
اشعر احيانا ان رمضان امسى ضيفا ثقيلا علي البعض فالفقير يزداد فقرا بسبب الغلاء وغلو الأسعار والتهافت علي المأكولات والحلويات والغنى يزداد أسرافا بدون احساس بالفقير
علينا بوقفه جاده مع انفسنا ومع كل مستهتر بالشهر الفضيل الذى يهل علينا كل عام .. فهلاله ليس كبقية الأهلة، هلال خير وبركة ، تعم ببركته أرجاء العالم، وننشر في النفوس روح التسامح والألفة والمحبة والرحمة والتراحم والعطف على كل محتاج
فهذا شهر الذكر لا تخدير العقل وقتل الوقت وان نعدل من سلوكنا الروحى والغذائى في شهر الخير والبركات .. ونفيق من غفلتنا ونعطى الشهر حرمته وان يكون رمضان شهر عبادة لا شهر موضه ومسلسلات ورامز جلال
بقلم
مها حامد