ما زال رمضان يذكرني
كتبت: نوررستم
مع ذكر شهر رمضان المبارك دائما ما يتبادر الى الاذهان زمان و ذكريات زمان ، و عاداتنا الرمضانية و التي تبدأ في الحقيقة قبل بداية شهر رمضان بأيام ، حيث تستعد الاسرة كلها في التحضير لاستقبال شهر رمضان ، فهذا أبي و قد أحضر لي فانوس رمضان ، و تلك امي و قد جهزت المنزل بالاكسسوارات الحديثة ، و قد امسكت بيدي لنذهب سويا الى السوق لشراء اغراض رمضان ، انها امي و ها هم امهات اخريات يشبهون امي ، فهم يفعلون ما تفعل ، و يشترون ما تشتري ، و هؤلاء اخوتي و جيراني يصنعون زينة رمضان تمهيدا لتعليقها فتكون حلقة وصل بين المنازل و بعضها .
ما زلت اذكر صوت صلاة التراويح الاولى و التي تعلن ان غدا سيكون هو الاول من شهر رمضان ، تلك الاضواء التي لم تفارق خيالي هي اضواء المساجد و التي تحول الليل الدامس الى نهار مشرق ، فتشرق معها نفوسنا ، و تطيب ارواحنا .
و ها هي صوت ضحكات العائلة ما زلت اذكرها ، حيث تجتمع العائلة كلها في شهر رمضان و نقضي سويا اروع الايام في بيت جدي .
و ها انا ذي ، تلك الفتاة الصغيرة التي تلعب بالفانوس مع اطفال العائلة ، و تعلو اصواتنا بكلمة وحوي يا وحوي .
اما الان و قد اصبحت واحدة من ضمن ملايين المغتربين خارج بلادهم ، فإني اشعر بكل قلب يفتقد رمضان مصر ، فخارج مصر لن تشعر بتلك الاجواء المميزة ، و مهما بعدت بك المسافات ، فسوف يأخذك الحنين الى رمضان مصر ، قد تتخيل ما اقوله الان ، و قد شرد ذهنك في استرجاع رمضان مصر .
نعم اشتاق يا مصر ، يقتلني ذلك السكون الذي لم اعتاد عليه ابدا في رمضان ، فإذا كنت في مصر فهنيئا لك رمضانك ، و اما ان كنت خارج مصر فسوف تعود حتما ، فما زال رمضان يذكرنا بك ايتها الحبيبة ، و لسوف نعود ثانية .