بقلم: دينا شرف الدين
و كم شعرت بالإرتياح كما شعر به غيري و اطمأن قلبي كما اطمأنت قلوبهم عندما خرج علينا فتى خيرت الشاطر المدلل باليقين الذي تأرق له ضمير الكثيرين .
فكانت الضربة القاضية التي ستخرس ألسنة جميع المزايدين المتاجرين بمذبحة رابعة التي يزعمون عندما اعترف المدعو بالمغير أن اعتصام رابعة كان مسلحاً بكل أنواع الأسلحة و القنابل !
و أقر أن تلك الأسلحة خرجت من الاعتصام قبل فضه مباشرة بفعل خيانة واحد من الكبار اللي فوق كما سماه .
أما عن نفسي عزيزي القارئ فلم أكن أشك للحظة واحدة في أن الإعتصام كان مسلحاً مدمراً للحياة في المنطقة بأكملها و ما حولها مما دفع الكثيرين لترك منازلهم !
فقد انتهك هؤلاء القتلة حرمات الآخرين بكل وسيلة لأجل أغراضهم المشبوهة !
كما تأكدت مرات و مرات من بعض الزملاء الذين تسللوا إلى الاعتصام متنكرين للتحقق من الوضع بالداخل و الذي رأينا جميعاً منه مشاهد لا تُنسي ، و كانت أبرزها :
أولاً :
سقوط أول ضحية بطلق ناري موجه من داخل الاعتصام اخترق صدر أحد ضباط الشرطة ، و في هذا الكفاية للتأكد من وجود أسلحة بالداخل !
ثانياً :
هذا المشهد المضحك لمجموعة الجثث الحية التي قام الإخوان الخونة برصها في مسجد رابعة لتنقلها قناة الجزيرة و ما أدراك ما قناة الجزيرة ، و بما أن الكذب مالوش رجلين ، فقد تحركت و تحدثت الجثث مع بعضها البعض أحاديث جانبية نقلتها القناة على الهواء في فضيحة مدوية !
و مع ذلك و من أجل استمرار بعض المتعاطفين مع ما يسمونهم. بضحايا رابعة الأبرياء في غيهم ، كان ما حدث مؤخراً هو غاية المراد من رب العباد ، فشهد شاهدٌ من أهلها ليطيح بكل المزايدات و يضرب بكل الشكوك عرض الحائط !
(( و اذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتي قال أولم تؤمن قال بلي و لكن ليطمئن قلبي ))
صدق الله العظيم
فهل تطمئن قلوب قد أصابها الشك و أرقها الضمير لدماءٍ قد سالت ظلماً و عدوانا ؟
لم نكن لندعو يوماً لإراقة الدماء و قتل الأبرياء ، و قد تمت دعوة المعتصمين كما رأينا عدة مرات للخروج آمنين سالمين ، و من استجاب منهم لم يمسسه سوء ، أما الضحايا فكانوا ضحايا من غرر بهم ثم خذلهم و جعل منهم وقوداً للنار بلا شفقة و لا رحمة .