بيارق الفناء
بيارق الفناء …
شعر : مصطفى الحاج حسين .
على أغصانِ قلبي
شاب النّدى
وتيبست في فمه
الشّكوى
ومن أصابعه تتساقط الدّروب
يلتفّ الفضاء حول عنقه
ليخنق فيه الضجيج
علّه يرفرف بالصرخة
آهٍ من قيظ الاختناق
على شفاه البكاء
تمطر الأوجاع رماد السراب
وأرى الأرض جائعة لخطايّ
والتراب يشمّ عنق الانتظار
شبابيك اللهفة تتنصّت
على دبيب الظلّ
والدمعة تفتح ذراعيها
لتحتضن صوت الخرير
خار منّي ظمأي
وتوسّدت الصحراء شهيقي
لمن أنادي ؟!
وأنا في قعر الصّدى
والمدى يجرجرني من رسغِ سقوطي
أطفو فوق احتراقي
أعاقر نبيذ الهلاك
ياموج الخراب الطافح بالأشرعة
خذ بيد انكساري
عرّج على سفوح الابتهال
لأنادي على قتلى بلادي
أوزّع عليهم أوسمة الصهيل
وأوصيهم بالتّزودِ بحبالِ المرارة
لن يصمت الغبار عن دمكم
سينتقم لكم السّدى
ومحاكم الهراء ستنصفكم
ذات أمد
ونعمّر من قرميدِ جماجمكم
معتقلات البلد
وساحات الإعدام البهية
والشّهيّة
سيصفق العار طويلاً
ويرثيكم الموت بخشوع
ودموع
ويورق العفن
في ساحات الحرّية
السوداء .
21/11/2017