فلنقم عزاء علي انسانيتنا
كتب: أحمد زينهم
الانسانيه هي التعبير الذي يطلق علي الفطره النقيه للانسان ، الفطره التي خلق الانسان عليها ، تصرفاته قبل ان تتلوث ويتركها لتيارات الحياه تبعثرها كما تشاء ، فتجلعه يكذب ويحقد ويقتل ويسرق .. الخ ، هي الفطره التي تخضع لسلطة الانسان ولا تشكلها القوانين ولا تستطيع مهما فعلت .
في القرون الاخيره اصبحت اكثر تلوثاً ، تحولت الي شعارات المنظمات او قناع ترتديه حتي تخفي وراءه ما وصلنا إليه ، اصبحت نوع من المتاجره والمزايده التي تُستخدم سياسياً .
اصبح الانسان اقرب ما يكون الي الجماد ، وارتفعت منزلة الحيوان عنه لانه اصبح محتفظاً بفطرته السليمه التي فقدها الانسان ، فليس من الغريب الان ان يخاطر الحيوان من اجل الانسان بينما الانسان يري اخر يموت وهو يشاهده او يقوم بتصويره !
الموت تحول في هذا العالم الي احصائيه ، كم العدد ؟! .. هكذا ينتهي الامر دون اي تأثير ، الصوره اصبحت اكثر بشاعه .. لكن من الواضح ان الذين رحلوا كشفوا لنا اننا الموتي وليس هم , حتي الدموع تجمدت .
لقد ساهمت اللعبه السياسيه في ذلك بلا شك , عندما بدأ التلاعب بالالفاظ ودخول البشريه في حروب غير مبرره فقط من اجل الطمع وحب السيطره واوهام كثيره يقع بها كل ديكتاتور وهمجي قاد العالم الي هذا وكأن من يتبعوه بلا عقل , وحتي الان تسقط بقايا الانسانيه في هذه اللعبه القذره .
لتأتي التكنولوجيا لتحفر الحفره الاخيره في مشوار الانسانيه فكلما زادت تطورها زاد سجن الانسان وتقلصت فرصة حريته .. وكل يوم تزداد اسوارها ، لا اعرف هل الانسان ضحيه لانه ليس امامه غير الهروب من واقع لا يريد العيش فيه ام انه متهم لانه اختار الطريق الاسهل وعدم المجازفه بشئ واستسلم لتشكيل الواقع حسب التيار , فكل مواقع التواصل حولت الانسان الي رموز وصور وجعلت منه شئ افتراضي وبدل من ان تقترب البشريه من بعضها اصبحوا اكثر بُعداً .. لا تصدقني فقط جرب ان تغلق تلك الاشياء وتعيش بدونها , ولا تستعجب انك نسيت كيف تمارس الحياه الطبيعيه , اصبحت لا تعرف متي ولا كيف تحب او تضحك او تبكي .. الخ , فكل تلك الامور اصبحت عباره عن رموز ومشاعرك تحولت الي كتابه وفقدت احساسك بتعبير وجهك , الكل اصبح يختبأ خلف الشاشات وكلامات مزيفه