عاممقالات

الرياضة كما تحدث عنها القرآن الكريم .(1)


بقلم / محمد سعيد أبوالنصر 
بات الحديث عن الرياضة أمرا يشغل كثيرا من الناس فالحديث عنها نجده في البيوت والجامعات والمدارس والمقاهي والنوادي وفي كل مكان تذهب إليه..
ويناقش البعض فكرة حديث القرآن عن الرياضة ،هل في القرآن آيات تتحدث عن الرياضة بالمدح أو بالذم، وهل في السنة أحاديث تتكلم عن الرياضة بالسلب أو بالإيجاب هذا ما نراه ونناقشه فما هو موقف القرآن من الرياضة ؟
بالنظر في القرآن الكريم نجد أن القرآن تحدث عن الرياضة في أكثر من موضع ، فمن هذه المواضع قوله تعالى { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60)} [سورة الأنفال، الآية 60]. أمر الله سبحانه باتخاذ القوة، والعمل على بنائها، والتوسل إليها بوسائلها، ومن أهم تلك الوسائل «الخيل» .. إذ كانت في هذا الوقت أقوى مظهر من مظاهر القوة والفروسية.. فحيث كانت الخيل، وكان فرسانها، كانت القوة والمنعة.. هذا إضافة الى القوة المعنوية من اجتماع الكلمة واتحاد الأمة، والصبر والثبات والتوكل على الله واحتساب الأجر عنده.
وفى التعبير عن «الخيل» بقوله تعالى: «وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ» إشارة إلى الإكثار من الخيل، وإعدادها للحرب، وتدريبها على القتال، وحبسها على هذا المجال، فلا تتخذ لغرض آخر، بل تكون دائمًا مرصودة للقاء العدوّ، مهيأة للاشتباك معه في أية لحظة.. إنها مرابطة كما يرابط المجاهدون على الثغور لحماية المسلمين، وسد الثغور التي ينفذ منها العدو إليهم.! والنص يأمر بإعداد القوة على اختلاف صنوفها وألوانها وأسبابها ويخص «رباط الخيل» لأنه الأداة التي كانت بارزة عند من كان يخاطبهم بهذا القرآن أول مرة.. ولو أمرهم بإعداد أسباب لا يعرفونها في ذلك الحين مما سيجد مع الزمن لخاطبهم بمجهولات محيرة
وأخرج أبو الشيخ وابن مَرْدَوَيْهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ{ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ }قَالَ: الرَّمْيُ وَالسُّيُوفُ وَالسِّلَاحُ. 
وكذلك ورد في استحباب اتخاذ الخيل وإعدادها، وكثرة ثواب صاحبها، أحاديث لا يتسع المقام لبسطها. وقد أفرد ذلك جماعة من العلماء بمصنفات ينظر إليها هناك لمن أراد الرجوع إليها وحسبنا منها ما جاء عن ابن عمر: ” الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة؟ ” ورباط الخيل الجديدة الدبابات والطائرات والمدافع وغيرها.
«وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ» .. والقوة شعار الإسلام حتى في الدعاء وهو مظهر الخشوع والمسكنة، واسمع ما كان يدعو به النبي في خاصة نفسه ويعلِّمه أصحابه ويناجي ربه: “اللَّهم إني أعوذ بك من الهمِّ والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجُبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدَّيْن وقهر الرجال”، ألا ترى في هذه الأدعية أنه قد استعاذ بالله من كل مظهر من مظاهر الضعف – ضعف الإرادة بالهمِّ والحزن، وضعف الإنتاج بالعجز والكسل، وضعف الجيب والمال بالجبن والبخل، وضعف العزة والكرامة بالدَّيْن والقهر- فماذا تريد من إنسان يتبع هذا الدِّين إلا أن يكون قويا في كل شيء شعاره القوة في كل شيء؟
وأول درجة من درجات القوة قوة العقيدة والإيمان، ويلي ذلك قوة الوَحدة والارتباط، ثم بعد ذلك قوة الساعد والسلاح لينطلق بها الإسلام في «الأرض» لتحرير «الإنسان» ..
وأول ما تصنعه هذه القوة في حقل الدعوة: أن تؤمن الذين يختارون هذه العقيدة على حريتهم في اختيارها فلا يصدوا عنها، ولا يفتنوا كذلك بعد اعتناقها.. 
والأمر الثاني: إن ترهب أعداء هذا الدين فلا يفكروا في الاعتداء على «دار الإسلام» التي تحميها تلك القوة.. 
والأمر الثالث: أن يبلغ الرعب بهؤلاء الأعداء أن لا يفكروا في الوقوف في وجه المد الإسلامي، وهو ينطلق لتحرير «الإنسان» كله في «الأرض» كلها.. 
والأمر الرابع: أن تحطم هذه القوة كل قوة في الأرض تتخذ لنفسها صفة الألوهية، فتحكم الناس بشرائعها هي وسلطانها ولا تعترف بأن الألوهية لله وحده ومن ثم فالحاكمية له وحده سبحانه..
فقوله تعالى { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}[سورة الأنفال:60]. 
يدلنا على أن القوة ضد الضعف فكل ما يتقوى به الانسان على القتال من الرجال والأسلحة والآلات والخيل كوسيلة من وسائل الوقت الماضي ،والطائرات والقنابل والدبابات والسفن البحرية والغواصات من وسائل العصر الحاضر كلها أدوات لا بد لمحركها وقائدها أن يتصف بالرياضة والقوة 
وهذا التقوي يأتي على شكلين : 
الأول : التقوي المادي بالأسلحة المادية من الطائرات والغواصات والدبابات وخلافه 
والثاني :التقوي المعنوي : بحفز المواهب وتقوية الانسان داخليًا بالعقائد الصحيحة .
والآية تحدثت عن شكل من أشكال الرياضة ألَا وهي رياضة الرمي ،التي تقوي الجسم وتبنيه حتى إذا احتاج الإنسان أن يدخل في معركة مع أعدائه وجد جسده صحيحًا سلميًا معافى من الأمراض قادرًا على خوض المعارك وهزيمة المناوشين له من الخصوم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock