بقلم فتيحة بن كتيلة
صارت ظاهرة الجريمة الأسرية من الظواهر التي تُعاني منها الكثير من المجتمعات، وتعتبر هذه الظاهرة كأحد سلبيات المدنية الحديثة بالإضافة إلى فشل في أساليب التنشئة الاجتماعية .
ولها خطورة كبيرة على حياة الفرد والمجتمع، مما تسببه من توتر في العلاقات الأسرية وتشتت وحدتها وبالتالي تؤثر على كيان المجتمع ووحدته، مما يستوجب الاهتمام بهذه الظاهرة للحد منها والوقاية من تبعاتها.
وقد تتأتى الجريمة الأسرية من تدهور الصحة النفسية لدى أفراد الأسرة الواحدة مما ينجم عنه سلوكات غير سوية في البيئة الأسرية .
و موضوع الجريمة الأسرية من الموضوعات الخطيرة التي تواجه المجتمع والتي أصبحت في تزايد ملحوظ، مما يستوجب التصدي لها ومعرفة الأسباب المؤدية بغرض اتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة للحد من هذه الظاهرة ولذلك نجد العديد من الدراسات التي تناولت تشخيص الأسباب المؤدية إلى الإجرام، فمنها ما يتعلق بالجوانب الاجتماعية التي تتضمن العوامل الأسرية، و أسلوب التنشئة الأسرية الخاطئ كشكل من أشكل تدهور الصحة النفسية يؤدي إلى ظهور سلوكيات الإجرام لدى أفرادها وذلك كون الأسرة هي المؤسسة المسؤولة عن تنشئة الطفل وتربيته على السلوك الجيد.
و العوامل الإجرامية مزيج من العوامل الفردية تتعلق بشخص المجرم وعوامل بيئية تتعلق بالمحيط الذي يعيش فيه إذا يتفاعل نوعا ما بالعوامل فيتولد عن تفاعلهما حدوث الجريمة.
· وللجريمة أثار اجتماعية ونفسية تتمثل في :
· من الناحية الاقتصادية :تكلف المجتمع أموالا كثيرة متمثلة في خسائر مادية ونفقات تدبير الوقاية لهم.
· من الناحية الاجتماعية :تقلل من الأيدي العاملة المنتجة وتزيد من جنوح الأبناء نتيجة غياب الآباء بالسجون.
من الناحية النفسية: تشيع القلق والخوف بين المواطنين.
وللوقاية من الجريمة يجب :
1_ضرورة زيادة اهتمام العاملين في الصحة النفسية وعلماء لاجتماع والتربية والقانوييين بدراسة العوامل المباشرة وغير المباشرة في ظهور وتنامي الجريمة .
2_توعية القائمين بأسلوب التنشئة الاجتماعية من جمعيات أحياء ومعلمين ومؤسسات عمومية على غرس القيم والمبادئ وتعديل سلوكيات المراهقين والشباب .
3_توعية الآباء والأمهات من خلال الندوات ومجالس لآباء والأمهات ووسائل الإعلام عن كيفية التعامل الأمثل مع الطفل والمراهق ، في ضوء نظريات النمو والصحة النفسية ، والانفتاح على العالم بعيون واعية من أجل تفادي السلوكيات الإجرامية أو الوقوع فيها
3_التوعية بمخاطر وآثار الجريمة على الأسرة والفرد والمجتمع.
4_التوعية من طرف القانويين بأحكام القوانين لمختلف شرائج المجتمع وبمختلف قنوات الاتصال ذات العلاقة المباشرة بالمواطنين.