كتب . د. حامد محمد حامد
التاريخ له ألف وش
ساعات
يتكلم جد ، و ساعت يهيّس ، و أحياناً تكبر في دماغ التاريخ و يتقمص دور العمدة
سليمان غانم ، يقعد مجعوص كده و يلت و يعجن في حكايات تبان إنها مش مترابطة و
ملهاش أول من آخر مثل ” حكاية الأمير بشتاك الناصري “
بشتاك كان المملوك المدلل للناصر محمد بن قلاوون ، الناصر كان مغرقه فلوس
حرفياً محافظة الشرقية كلها مثلاً كان ملك الأمير بشتاك الناصري الحاجة الوحيدة اللي المؤرخين بيجمعوا عليها إن ديله كان نجس مفيش واحدة تعدي قدامه غير لما يعمل معاها السليمة بمزاجها أو غصب عنها
ابن أيبك الصفدي المؤرخ بيقول عليه إنه “لم يعف عن مليحة و لا قبيحة ،
و لم يدع واحدة تفوته و لو كانت بفردة عين صحيحة” وكان ناقص يقول إن بشتاك
كان راشق في أي مصلحة
الأكادة بقى إن بشتاك كان يحب جداً عيشة الفخفخة و الفخامة ، بنى قصر ملوش
مثيل في شارع المعز ، و عشان يكمل الأبهة و الوجاهة بتاعته و يضمن لنفسه الخلود .راح بانى جامع !
قوم ايه ” يموت الناصر محمد بن قلاوون ، و هوب يبقى بشتاك أول واحد من
مماليكه يتقبض عليه ، و يتشحن على اسكندرية و يتقتل هناك
و تروح الأيام و تيجي الأيام .و الأمير مصطفى فاضل أخو الخديوي إسماعيل
يبني القصر الضخم بتاعه . ألفت هانم أم الأمير مصطفى فاضل
تشوف جامع قديم جنب القصر ، فتقرر إنها تجدده
، و تسميه على اسم ابنها و بكده جامع بشتاك يتحول لجامع مصطفى فاضل ! مصطفى فاضل ده بقى حدوتة تانية وكان الاخ الأصغر للخديوي إسماعيل و بالتالي كان هوة اللي المفروض يحكم
مصر بعده ..
، و تسميه على اسم ابنها و بكده جامع بشتاك يتحول لجامع مصطفى فاضل ! مصطفى فاضل ده بقى حدوتة تانية وكان الاخ الأصغر للخديوي إسماعيل و بالتالي كان هوة اللي المفروض يحكم
مصر بعده ..
بس المشكلة إن إسماعيل مكنش بيحب مصطفى فاضل و يمكن بسبب ان فيه خلافات
عنيفة و قديمة بين أم إسماعيل و ضرتها أم مصطفى فاضل خلت العيال طلعوا يكرهوا بعض .
حدة الخلافات دي خلت مصطفى فاضل و عيلته يسيبوا البلد خضرة مخضرة لإسماعيل
و يروحوا يعيشوا في باريس وهناك إسماعيل ضغط عليه انه يبيعله كل أطيانه اللي في مصر.و بعدين
إسماعيل اداله الضربه النهائي لما قدر يحول نظام وراثة العرش و يخليه في نسله
هوة بس
و لما مات مصطفى فاضل في تركيا و اتنقلت رفاته بعد كام سنة و اتدفنت في
الجامع اللي بنته أمه و تمام زي محصل مع رفات الخديوي اسماعيل !
الجامع اللي بنته أمه و تمام زي محصل مع رفات الخديوي اسماعيل !
وارد جداً بالمناسبة إن خوشيار هانم أم الخديوي اسماعيل تكون غارت من ضرتها
ألفت هانم ، و قررت إنها تبني جامع أضخم من بتاعها وعشان كده اتبنى جامع
الرفاعي ، ضراير بيكيدوا بعض بقى وكده !
المهم إن بشتاك ابو ديل نجس اتنسى و اتنسى كمان مصطفى فاضل و متبقاش من
ريحته غير قصره الضخم اللي أصبح دلوقتي المدرسة الخديوية و الناس بقت تعرف
الجامع ده باسم واحد تاني خالص ” قارئ مدهش كان بيلعلع بالقرآن هنا لأكتر من 30
سنة و هو الشيخ محمد رفعت .