بقلم / نجلاء الراوي
رحمة والإنسانية هي صفات طبيعية داخل كل منا قد خلقنا الله تعالي بها ، لكن هناك من يعمل بتلك الصفتان وهناك من لا يحاول العمل بهم وتجنيبهم في التعامل مع الأخرين ، دون أن يراعي الإنسانية تجاه من يحتاج للإنسانية ، ويتنسا دوره في مساعدة من يحتاج المساعدة
منذ فترة كنت قد قرأت علي مواقع التواصل الاجتماعي عن طبيب عظيم قام بمبادرة تعبر عن الإنسانية والرحمة حيث قرر أن يكون الكشف مجاني يومين في عيادته الخاصة لذوي الحالات الانسانية ، وكنت قبلها اتسأل ماذا لو قرر كل طبيب أن يكون هناك يوم للعمل الإنساني يستقبل فيه الطبيب الحالات المرضية غير القادرة علي دفع ثمن الكشف ، الطبيب يدرك جيداً لألام المرضي وأوجعهم ، ويعلم بحجم المعاناة مع المرض ، فما بالنا عندما يجتمع المرض مع عدم القدرة علي العلاج ، مهنة الطب هي من اكثر المهن التي تحتاج الي تفعيل الإنسانية والرحمة ولا ولا تكون مجرد شعار ، لا أتصور أن يكون هناك طبيب يستطيع علاج مريض ويمتنع لأن المريض لا يملك المال الكافي ، ماذا لو أصبح هناك عدداً من الأطباء قرروا القيام بمبادرة إنسانية وإستقبال المرضي الغير قادرين يوم أو يومان في الإسبوع بشكل مجاني ، و يا حبذا لو إصبح يزداد عدد هؤلاء الاطباء ، وماذا لو إشتركت في المبادرة صيدليات تتبرع بصرف الدواء مجاني للمرضي التابعين للعلاج تحت هذه المبادرة ، وماذا لو إنضم عدد من المستشفيات الخاصة لإستقبال عدد من الحالات الغير قادرة مجاني والتي تحتاج لإجراء عملية ، أليس هذا تكافل إجتماعي وواجب وطني ، ويجب أن يتكاتف الجميع لتقديم المساعدة لغير القادرين من المرضي ، تلك المبادرة لو فُعلت سيكون من أهم إيجابيتها تخفيف العباء علي المستشفيات الحكومية التي يتزاحم داخلها المرضي سواء للكشف أو العلاج ولا يحصل المريض علي الرعاية الكاملة ، نتيجة نقص الأدوية وعدم توافر الرعاية الطبية
، لقد حان الوقت أن يستفيق الجميع وكل من يستطيع تقديم المساعدة يفعل ولا ينتظر ، الرحمة أتي وقتها والإحساس بالأخر الغير قادر ومعاونته علي العيش الكريم قد حان وقته.