“كاندينسكي” مُسجّى على فراش الموت
كتب .د. ياسر منجى
“كاندينسكي” مُسجّى على فراش
الموت. آخر صورة التُقِطَت لجثمان رائد التجريدية قبل دفنه. تصوير “روجيه
أندريه”، 1944. من مقتنيات “المتحف الوطني للفن الحديث”، مركز
“جورج بومبيدو”، باريس.
الموت. آخر صورة التُقِطَت لجثمان رائد التجريدية قبل دفنه. تصوير “روجيه
أندريه”، 1944. من مقتنيات “المتحف الوطني للفن الحديث”، مركز
“جورج بومبيدو”، باريس.
يُعَدُّ “فاسيلي كاندينسكي” (1866 – 1944) أحد أعظم
المؤثرين في صيرورة الفن التشكيلي عبر التاريخ، وهو فنانٌ روسي الأصل والمولد،
تجنس بالجنسية الألمانية عقب إقامته في “ميونيخ” بوقت قصير، كما حمل
الجنسية الفرنسية قبل وفاته بقرابة خمس سنوات.
المؤثرين في صيرورة الفن التشكيلي عبر التاريخ، وهو فنانٌ روسي الأصل والمولد،
تجنس بالجنسية الألمانية عقب إقامته في “ميونيخ” بوقت قصير، كما حمل
الجنسية الفرنسية قبل وفاته بقرابة خمس سنوات.
و”كاندينسكي” هو أوّل من صوّر لوحاتٍ مجردة مقصودة
لِذاتِها في تاريخ الفن، ليصبح بذلك رائد التجريدية في العالم ومُنَظّرها الأوّل.
لكن طموح “كاندينسكي” الفنّي ذهب به إلى أبعد من ذلك، إذ إنه أراد
استدعاء الصوت من خلال حاسّة الإبصار، ومن ثم إيجاد معادلٍ فني لسيمفونية لا تثير
العين فقط، بل والأذن كذلك.
لِذاتِها في تاريخ الفن، ليصبح بذلك رائد التجريدية في العالم ومُنَظّرها الأوّل.
لكن طموح “كاندينسكي” الفنّي ذهب به إلى أبعد من ذلك، إذ إنه أراد
استدعاء الصوت من خلال حاسّة الإبصار، ومن ثم إيجاد معادلٍ فني لسيمفونية لا تثير
العين فقط، بل والأذن كذلك.
وإضافة لكونه مصوراً عظيماً، كان “كاندينسكي”
كذلك من أوائل مفكّري ومنظّري الفن الحديث، كما مارس فنون الجرافيك، والتصوير
الجداري، والرسم التوضيحي، والتصميم بأنواعه، وصناعة الخزف، ونظم الشعر، وكتابة
المسرحيات، وكان الاهتمام بالموسيقى شغله الشاغل طوال حياته الإبداعية الخصيبة.
ومن أهم مؤلفاته وأشهرها كتابه “الروحانية في الفن”، الذي نُشِر فيما
بين عامي 1911 و1912، وتُرجِم للعربية عام 1994، وهو يلخّص لجوهر رؤيته الفلسفية
العميقة في الكونيات والفن معاً.
كذلك من أوائل مفكّري ومنظّري الفن الحديث، كما مارس فنون الجرافيك، والتصوير
الجداري، والرسم التوضيحي، والتصميم بأنواعه، وصناعة الخزف، ونظم الشعر، وكتابة
المسرحيات، وكان الاهتمام بالموسيقى شغله الشاغل طوال حياته الإبداعية الخصيبة.
ومن أهم مؤلفاته وأشهرها كتابه “الروحانية في الفن”، الذي نُشِر فيما
بين عامي 1911 و1912، وتُرجِم للعربية عام 1994، وهو يلخّص لجوهر رؤيته الفلسفية
العميقة في الكونيات والفن معاً.
أسس “كاندينسكي” جماعة “الفارس الأزرق” عام 1911
بمساعدة صديقه الفنان “فرانز مارك” (1880 – 1916)، وسرعان ما أصبحت إحدى
أهم الجماعات الفنية التي تكونت في صدر القرن العشرين. كما انضم في عشرينيات القرن
ذاته إلى مجموعة الفنانين الذين قامت على أكتافهم دعائم مدرسة
“الباوهاوس”، التي انهارت تحت وطأة أفكارها الطليعية الحواجز الوهمية
بين الفنون الجميلة والفنون التطبيقية.
بمساعدة صديقه الفنان “فرانز مارك” (1880 – 1916)، وسرعان ما أصبحت إحدى
أهم الجماعات الفنية التي تكونت في صدر القرن العشرين. كما انضم في عشرينيات القرن
ذاته إلى مجموعة الفنانين الذين قامت على أكتافهم دعائم مدرسة
“الباوهاوس”، التي انهارت تحت وطأة أفكارها الطليعية الحواجز الوهمية
بين الفنون الجميلة والفنون التطبيقية.
وقد تمتع “كاندينسكي” طوال حياته بمكانة محترمة بين فناني
عصره، الذين قدّروه حق قدره، عادّين إياه رائداً لحركة الفن العالمي، ومُنَظِّراً
رفيع الطراز لفلسفته الجديدة التي أشرقت مع شمس القرن العشرين.
عصره، الذين قدّروه حق قدره، عادّين إياه رائداً لحركة الفن العالمي، ومُنَظِّراً
رفيع الطراز لفلسفته الجديدة التي أشرقت مع شمس القرن العشرين.
كان “كاندينسكي” يؤمن بأن الكون واقع تحت تأثير ذبذبات
صادرة عن قوى فوق طبيعية، وعن هالات من الضوء والطاقة، و”أشكالٍ من
الأفكار”، وهي نفس آراء بعض الحركات الباطنية وشبه الدينية، مثل
“الثيوصوفية” التي تمارس طقوساً من التأمّل الروحي والفلسفي.
صادرة عن قوى فوق طبيعية، وعن هالات من الضوء والطاقة، و”أشكالٍ من
الأفكار”، وهي نفس آراء بعض الحركات الباطنية وشبه الدينية، مثل
“الثيوصوفية” التي تمارس طقوساً من التأمّل الروحي والفلسفي.
وبعد عام 1900 قام “كاندينسكي” بتجزئة
أعماله إلى ثلاث فئات، أطلق عليها أسماء:
“انطباعات”، و”أعمال
مرتجلة”، و”تكوينات”.
وغالباً ما كان يضيف عناوين موسيقية لبعض
لوحاته. كما وضع ثلاث مسرحيات،
زاوج فيها بين فنون الرسم والموسيقى والمسرح
والرقص، بطريقة تُوحِّد بين جميع
الحواس.
ولعل مقولته الشهيرة التالية تكشف عن
فرادة رؤيته الفنية المجاوزة لزمنها؛ إذ هو
القائل: “من بين كافة أشكال
الفنون،
فإن الرسم التجريدي هو أصعبها. إنه يتطلّب منك أن ترسم جيداً، وأن تتمتع
بحساسية
فائقة تجاه التكوين واللون، وأن تكون – وهذا هو الأهم – شاعراً حقيقيا