بقلم: الكاتب الصحفيي على فوزي
مع نسمات هذا الصباح.. كانت الشمس تبدأ يومها والساعة تقارب السادسة والنصف بدأ سائق التاكسي الخمسيني حديثه معي.. فقد وجد ضالته المنشودة حيث كنت منصتا باهتمام ليبدأ حديثه الهادئ متعجبا بمكوث أهل القاهرة حتى الساعات الأولى من الصباح خارج منازلهم وهو ما جعله يعمل حتى الآن ولم يعد لمنزله.. وحين قرر العودة هاتفته زوجته المصونة طالبة : (العيش الفينو المدور اللي بيقولوا عليه الكايزر.. وحاجة كده مدورة ببتحمر وتتحط في العيش الكايزر.. – رديت عليه اسمه هامبورج يا اسطى _ وكمان جبنة شرايح تتحط على اللي اسمه هامبورج..)
ابتسمت للسائق قائلا له بالهنا والشفا.
قاطعني: لا ما هو مش ليا.. اصلها عازمة جوز بنتها النهاردة وعاوزة تأكله الهامبورجر.. بتهتم بيه اوى
قبل أن أعلق باغتني متسائلا: ألا ليه يا أستاذ الولية دي بتهتم بجوز بنتها أوي كده وأنا اللى مرمي وعايش تحت رجليها وسهران لحد الصبح مش بتهتم بيا كده ولا بتعملي الهامبورجر..
أجبته بأنها أرادت أن تعزز بنتها أمام زوجها كي يعاملها بالمثل..
لمحت على قسمات وجهه علامات عدم الاقتناع باجابتي على استفساره.
عذرته فلم تكن تلك الإجابة التي جالت بخاطري وقتها.. فلم أشأ أن أطلب منه نقل خالص شكري للمدام التي طلبت منه احضار الهامبورجر والكايزر كي يقابلني في هذا الوقت ليقلني الى رمسيس ..
أوصلني بحمدالله شكرته على توصيلي وعلى حديثه الممتع ودعوت له جهرا بان يستر طريقه.. وسرا بمراعاة الاهتمام من زوجته.. وياريت أيتها المدام .. ابقي اعمليله هامبورجر مش كل حاجة حلوة لجوز بنتك (الراجل لازم يانباسط يا زينب)
