شعر وحكاياتعام
مش لوحدك
ثروت بديع
بقايا عطر في زجاجة صغيرة أمام مرآة..عطر من الماضى وبقايا قميص مزركش وبنطلون جينز وحذاء كاوتشوك وصوت قطار وشاب يلهث خلفه يختلط غبار القطار بعرقه ويلون لون الشقاء بستارة رمادية اللون يختفي خلفها مستقبل لم يتضح بعد .
تترنح ذكرياته وتظهر فى مرآته صور عديدة ،حزينة ، سعيدة ، قديمة ، جديدة، مشوشة ، شخوص مهمشة..عيون محبطة ، وجوه تبتسم ، تتداخل صورة واحدة لشاب وكهل يشعر و:أنه علي أرجوحة تعلو في صورة شاب وتعود في صورة كهل مرهق متعب مبتسم .
على أرجوحة الذكريات .. شنطة ، كراسات ،أقلام، سيرك ،أراجوز؟ شجرة موز وأول يوم مدرسة ، تلاميذ تصطف صف صف ونشيد بلادى حبك فوق الوصف. فسحة ، لعب، صياح
كالعادة تظهر عصا الأستاذ يتحشرج في حلقه صوت النشيد. ويصرخ الأستاذ نشاز نشاز
يتمتم كم كنت أكره هذا المدرس!كم كرهت كوني تلميذ ، كم كرهت نشيد الصباح !
فى مرآته شاب طموح أخذ قليلاً أخذ ،كثيرا ،لم يأخذ ولكنه لم ينقطع يوماً عن المحاولة
على أرجوحة ذكرياته ، على الأنغام الهادئة لأحلام الهزيع الأخير من العمرالكهل ذو الجسم المترهل وقلب لم يستسلم للغش والخداع يوماً و عينان لم تفارقهما الإبتسامة.وضمير مرتاح ورضاء تام بالنصيب كانت رقصته مع إبنته فى عرسها….هكذا كانت تداعبه ذكرياته وهو يتأبط زراع زوجته عائداً من مراسم عرس إبنته الوحيدة ويده تبحث فى جيبه عن منديل ليسمح دموع شريكة عمره.
ويهمس فى أذنها اييييييييه بتعيطى ليه ياعجوزة صحيح إحنا عجزنا لكن مبرووووك البنت الليلة فى بيتها .
.تبتسم الزوجة وتشاركه مسح دموعهما ……. بس البنت هاتوحشنى ياجميل .. يرد ويخطفها بين ذراعيه تداهمها ذكرايتها مع هذا الجميل إسمأ ووصفاً …. و تمسح دموعها الغزيرة كلمتان لتطرد من وجدها الخوف من الوحدة ………………….. مش لوحدك
مدير قسم الأدب والشعر
علا السنجري