سامح عبده
كان المهتمون بالرياضة، وخصوصا كرة القدم، مع حدث عالمي، مساء أمس الإثنين، إذ كان الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، يوزّع جوائز “الأفضل” في جميع جوانب كرة القدم التي تخص اللاعبين والمدربين وحتى الجماهير. حفل جوائز “الأفضل” ينظمه الاتحاد الدولي لكرة القدم منذ العام الماضي بعد الانفصال مع جائزة الكرة الذهبية لـ”فرانس فوتبول” وعودة كل مؤسسة لمنح جائزة بمفردها، وكان من المعتاد دائما أن تمنح الجوائز عن العام السابق مع مطلع العام الجديد ويكون توزيع الجوائز في مقر الفيفا بمدينة زيورخ السويسرية، إلا أن الوضع تغير هذا العام حيث اعتمد شهر أكتوبر من كل عام لتوزيع الجوائز، كما أن مكان الحفل تغير ووقع الاختيار على أكبر مسارح العاصمة البريطانية لندن “لندن بالاديوم”.
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم قد أعلن منذ الشهر الماضي عن القوائم النهائية للمرشحين للجوائز والتي تم تقسيمها إلى 7 فئات أساسية وهي (أفضل لاعب – أفضل لاعبة – أفضل مدرب لفريق رجال – أفضل مدرب لفريق نسائي – أفضل هدف – أفضل جمهور – أحسن حارس مرمى)، هذا بالإضافة إلى جائزة اللعب النظيف، واختيار فريق العالم. وقد شهد الحفل العديد من الفعاليات، فبعد الغناء والرقص، جاءت اللحظة الحاسمة، التي سمع فيها كل بطل من أبطال الرياضة ما يتمنى.
وجاء توزيع الجوائز كالتالي: أحسن لاعب حصل البرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب ريال مدريد الإسباني، على الجائزة، لتكون هذه هي المرة الثانية له على التوالي والخامسة في مسيرته، بعد أن اقتنصها من منافسه ليونيل ميسي، الذي حصدها آخر مرة عام 2015.
وأتى هذا التكريم الجديد، بفضل موسم استثنائي حصد فيه كريستيانو رونالدو لقب الدوري الإسباني وكأس العالم للأندية FIFA ودوري أبطال أوروبا، متصدرا كذلك ترتيب هدافي البطولة القارية للموسم الخامس على التوالي، وفقا لما أعلنه الموقع الرسمي للفيفا. وأضاف الفيفا أنه “رغم سنة حافلة بالإنجازات، ستظلّ خسارة البرتغال في نصف نهائي كأس القارات روسيا FIFA 2017 غصّة بقلب هذا القناص المغوار”.
أحسن لاعبة حصلت الهولندية لييكي مارتينس، على جائزة أفضل لاعبة، بعدما خطفت اللقب من الأمريكية كارلي لويد. ويقول الفيفا إن كارلي تألقت مع منتخب بلادها، ونالت لقب كأس الأمم الأوروبية للسيدات 2017، كما يُشهد لها أنها هزّت الشباك ثلاث مرات وأرسلت تمريرتين حاسمتين لفريق بلادها في البطولة.
أحسن مدرب لفريق رجال أما جائزة أفضل مدرب، فقد ذهبت إلى الفرنسي زين الدين زيدان بعد عام استثنائي على رأس القيادة الفنية للفريق الملكي ريال مدريد حقق معه خلالها 4 بطولات، ما يزال مرشحا فوق العادة لإضافة لقب خامس قبل انقضاء العام عندما يطير مع فريق إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي للمشاركة في كأس العالم للأندية ممثلا عن القارة العجوز.
ويُشهد لزيدان، أنه بات قاد ريال مدريد ليصبح أول ناد في أوروبا يستطيع الاحتفاظ بلقب دوري الأبطال في موسمين متتاليين منذ انطلاق البطولة بشكلها ومسماها الجديد عام 1992، حيث كان لقبه الأول بعد أشهر قليلة من توليه منصبه، إلا أنه جاء في العام التالي ليؤكد إمكانياته الكبيرة والمتطورة في عالم التدريب ويقود الفريق الملكي للحفاظ على اللقب بعد فوز كاسح على العملاق الإيطالي يوفنتوس في المباراة النهائية بنتيجة 4-1.
أحسن مدرب لفريق سيدات حصلت المدربة سارينا ويجمان، مدربة منتخب هولندا لكرة القدم النسائية، على جائزة أفضل مدرب لفريق نسائي في العالم. ويقول الفيفا إنه يُشهد لهذه المدربة الهولندية، قيادتها منتخب بلادها، لنيل لقب كأس الأمم الأوروبية للسيدات 2017 على التراب الوطني.
أحسن حارس مرمى أما جائزة مرمى، فقد ذهبت إلى الإيطالي، صاحب الأربعين عاما، جيانلويجي بوفون، ليثبت بذلك مدى احترافه ومثابرته وقدراته الفذة في حماية المرمى. ويقول الفيفا إن بوفون حقق إنجازا قياسيا، حين قاد فريق اليوفي، في الموسم الماضي، لنيل لقب دوري الدرجة الأولى الإيطالي للسنة السادسة على التوالي، والثامنة له مع نادي “السيدة العجوز”، كما أنه قاد الفريق للوصول إلى نهائي دوري
أبطال أوروبا للمرة الثانية خلال ثلاثة أعوام، ولكن الحظ خذله هذه المرة أيضا، ليكون دوري الأبطال هو الحلم الوحيد الذي لم يستطع بوفون حتى الآن تحقيقه قبل إنهاء مسيرته الخيالية مع كرة القدم.
جائزة بوشكاش “أحسن هدف” تُمنح هذه الجائزة بالتصويت حول العالم، وكانت هذا العام من نصيب المهاجم الفرنسي لنادي أرسنال الإنجليزي أوليفييه جيرو، الذي سجّل هدفا عبر “ركلة العقرب”، في مرمى كريستال بالاس في مباراة جمعت الفريقين بالدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، والطريف أن الهدف جاء في أول يوم من عام 2017، إلا أنه تمكن من البقاء صامدا على مدار 365 يوم بعد ذلك لم يتمكن خلالهم أي لاعب أو لاعبة من تسجيل ما هو أجمل.
وجاء الهدف من هجمة مرتدة قادها جيرو نفسه، ثم حولها لأليكسيس سانشيز الذي أرسل كرة لولبية من خارج منطقة الجزاء في الطرف الأيسر من الملعب باتجاه القناص الفرنسي، الذي قام بحركة بهلوانية وسدد الكرة بكعب قدمه لترتطم بالعارضة وتسكن شباك كريستال بالاس وسط دهشة وانبهار كل من كان بملعب الإمارات في العاصمة الإنجليزية لندن.
جائزة أفضل جمهور تنافست جماهير أندية بوروسيا دورتموند الألماني وكوبنهاجن الدانماركي وسيلتيك الأسكتلندي على الجائزة، التي ذهبت في النهاية إلى النادي الأسكتلندي.
وجاء ترشيح جماهير الأندية الثلاثة لأسباب مختلفة وجميعها إنساني، فجماهير دورتموند وعقب تفجير حافلة فريقهم وهي في طريقها لملعب المباراة لمواجهة موناكو بذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، وتأجيل اللقاء لـ24 ساعة، استقبلت في منازلها جماهير النادي الفرنسي التي جاءت من موناكو لحضور المباراة ولم تجد مكانا تقيم فيه ليلتها انتظارا لليوم التالي. أما جماهير كوبنهاجن، فقد اختيرت بعد إهداء أحد الجماهير من ذوي الاحتياجات الخاصة الكأس الذي حصل عليه الفريق.
وجاء اختيار عشاق كرة القدم لمشجعي سيلتيك لجائزة الأفضل تكريما للمبادرة الاستثنائية التي قاموا بها في المباراة الأخيرة للدوري المحلي من الموسم الماضي والتي تزامنت مع الذكرى السنوية الخمسين لفوز الفريق بالكأس الأوروبية سنة 1967.
وقال الموقع الرسمي للفيفا، إن جماهير النادي الإسكتلندي قدمت عرضا مذهلا بالأوراق الملونة على امتداد مدرجات ملعب سلتيك بارك تكريما للفريق الذي كان يُعرف باسم “أسود لشبونة” أين توج النادي بلقبه التاريخي في العاصمة البرتغالية. جائزة “اللعب النظيف” وحصل التوجولي فرانسيز كوني، على جائزة “اللعب النظيف”، أو الروح الرياضية، والتي تجلّت حين اصطدم زميله بحارس الفريق المنافس، وسقط مغشيا عليه، وأسرع إلى الحارس وأنقذ حياته.
وقال كوني لموقع الفيفا: “لا يسعني الوقوف مكتوف اليدين وشخص أمامي يختنق. يستحيل ذلك. لم أفكّر بالأمر حتى”، مشيرا إلى أن تلك كانت المرة الرابعة التي ينقذ فيها حياة آخرين على أرض الملعب، مرتين في إفريقيا ومرة في تايلاند، والمرة التي حصل بعدها على الجائزة كانت في التشيك.
تشكيل منتخب العالم كما شهد الحفل اختيار فريق العالم أو تشكيل العالم، وذلك باختيار لاعب هو الأفضل في كل مركز لتكوين فريق أحلام “the best” لعام 2017، وقد جاءت التشكيلة على النحو التالي:
حارس المرمى: الإيطالي بوفون “يوفنتوس” الدفاع: البرازيلي مارسيلو “ريال مدريد” – الإيطالي بونوتشي “يوفنتوس/ميلان” – الإسباني راموس “ريال مدريد” – البرازيلي ألفيش “يوفنتوس/باريس سان جيرمان”. خط الوسط: الكرواتي مودريتش “ريال مدريد” – الألماني توني كروس “ريال مدريد” – الإسباني إنييستا “برشلونة”
الهجوم: البرتغالي رونالدو “ريال مدريد” – الأرجنتيني ميسي “برشلونة” – البرازيلي نيمار “برشلونة/باريس سان جيرمان”.