سامح عبده
أمتعنا الفنان الكوميدي الراحل إسماعيل يس، في أحد أبرز وأنجح أفلامه،
والذي صنف ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، هو فيلم “الآنسة
حنفي”، والذي أثار حفيظة المجتمع المصري آنذاك، إذ تعرض الفيلم وللمرة
الأولى في تاريخ مصر حول قضية خطيرة، تخص المتحولين جنسيا.
وخلف الإفيهات والمواقف الكوميدية في الفيلم، هناك قصة حقيقية، عن فتاة
كانت تدعى “فاطمة” تحولت إلى “الأستاذ علي”، وفقا للباحث في التراث المصري
أيمن عثمان، والذي نقل هذه القصة عبر مجلة “المصور”، عدد مايو عام 1947،
فإن فاطمة إبراهيم داود ابنة قرية “ميت يعيش” مركز ميت غمر، بمحافظة
الدقهلية، توفي والدها وهي في العاشرة من عمرها، تاركا إياها وثلاث أخوات
أخريات.
تزوجت أمها من آخر، فعانت وشقيقاتها من الفقر في كنف جدهم
المزارع البسيط، ثم توفي الجد، فخرجت فاطمة إلى العمل متحملة مشاقه، لتكفل
لنفسها وأخواتها القوت والحياة، ونجحت فاطمة في عملها، وكانت قوة احتمالها
موضع إعجاب أهل القرية جميعا، ومنهم الفلاح الشاب عبد الصمد داود، فخطبها
لنفسه، ورحب بذلك أقاربها، لكنها رفضت، وكاشفت عبد الصمد في جرأة أنها لا
تصلح له .
وتابع المقال المنشور في مجلة المصور “عندما شعرت فاطمة
أن هناك خطاب آخرين، صارحت أقاربها أنها تحس بنفور شديد تجاه الرجال،
يقابله ميل شديد إلى الجنس الآخر، كما لفتتهم إلى خلو جسمها من الأعراض
التي تبدو على من في سنها من الفتيات، وطلبت أن يعرضوها على بعض الأطباء..
فعرضوها على الدكتور جورجي إلياس بمدينة الزقازيق، فكان رأيه أن أنوثتها
موضع شك كبير، فتطوع ابن العمدة طالب الطب، وأوصلها إلى مستشفى قصر العيني،
حيث فحصها أطباؤه من جديد، وقرروا إبقاءها فيه لإجراء عملية جراحية خاصة،
تصبح من بعدها فتى كامل الرجولة، وبعد إتمام الجراحة خطب “علي” – فاطمة
سابقا – جارته فاطمة محمد .
قصة الآنسة فاطمة التي أصبحت علي،
استثمرها المؤلف السينمائي جليل البنداري، ليكتب فيلم “الآنسة حنفي”، وهو
الذي كتب سابقا فيلم “العتبة الخضراء”، وبدل البنداري في أحداث قصة فاطمة،
ليجعل الرجل يتحول إلى امرأة لدواعي كوميدية.