لقاء مع (صائد) الجاسوسة الشهيرة هبة سليم …
كتب / خطاب معوض خطاب
السفير فخري أحمد عثمان مساعد وزير الخارجية سابقا …
للحقيقة وجه آخر …
هذه الكلمة تتجلى في أوضح صورها مع هذا الرجل الذي و إن أهمل الإعلام دوره الكبير إلا أن التاريخ لم ينس له ما فعل من أجل مصر فهو من استدرج الجاسوسة الشهيرة (هبة سليم) التي أدت دورها الفنانة الراحلة مديحة كامل في الفيلم الشهير (الصعود إلى الهاوية) حيث استدرجها من فرنسا حيث تقيم إلى ليبيا حيث يعمل والدها ثم تولت المخابرات المصرية أمر ترحيلها من ليبيا إلى مصر بعد ذلك ففي الفيلم تم التركيز على دور رجال المخابرات المصرية فقط و إهمال دور السفير فخري عثمان رغم أهميته الشديدة حتى أنهم غيروا المكان الذي تم إستدراجها إليه بدلا من (ليبيا) حيث جعلوه (تونس) لسوء العلاقات مع ليبيا وقت تصوير الفيلم .
التحق السفير فخري عثمان بالعمل في السلك الدبلوماسي عام 1957م و عمل سفيرا لمصر في عدد من الدول منها : العراق و فرنسا و ليبيبا و الأرجنتين و شيلي و اليمن و ألمانيا و الإمارات و قامت المخابرات المصرية بالإستعانة بالسفير فخري عثمان للإيقاع بالجاسوسة (هبة سليم) التي كانت تتعاون مع جهاز الموساد الإسرائيلي و تعامل هناك معاملة رؤساء الدول نظرا للخدمات التي قدمتها لهم و كانت هبة سليم تقيم بباريس حيث تعرفت هناك بالسفير فخري عثمان الذي كان يعمل وقتها قنصلا عاما بالسفارة المصرية بباريس .
سنة 1973م كان السفير فخري عثمان قائما باعمال السفارة المصرية في ليبيا حينما طلبت منه المخابرات المصرية التعاون معها في القبض على الجاسوسة هبة سليم و بالفعل اتصل بها و أخبرها أن والدها حالته الصحية سيئة و يريد أن يراها و بعد مراوغات منها خشية من الوقوع في قبضة المخابرات المصرية وافقت على السفر إلى ليبيا لرؤية والدها ثقة في السفير فخري عثمان .
وصلت الجاسوسة (هبة سليم) إلى مطار طرابلس الدولي بعد مداولات استمرت 10 أيام حيث اصطحبها السفير فخري عثمان من داخل الطائرة إلى صالة كبار الزوار حيث تولت المخابرات المصرية أمرها و تم اختطافها و ترحيلها إلى القاهرة على متن طائرة مصر للطيران في سرية تامة دون علم السلطات الليبية نفسها و كانت الصدمة في إسرائيل كبيرة حينما علموا باختطاف الجاسوسة المدللة (هبة سليم) و ترحيلها إلى القاهرة حيث تم إعدامها بعد ذلك .
حصل السفير فخري عثمان على العديد من الأوسمة و النياشين منها وسام الإستحقاق من الدرجة الثالثة الذي منحه له الرئيس السادات لدوره في عملية القبض على الجاسوسة (هبة سليم) .