بقلم: بنازير مجدي
لم يقتصر التحرش في مجتمعنا علي التحرش اللفظي أو تحرش باللمس والإعتداء، بل تخطي إلي ما هو أبعد من ذلك بكثير، حيث أصبحنا نعيش في تحرش من نوع جديد، تحرش يكاد يصل في اليوم إلي مئات المرات ويفوقها، ولم يقتصر هذا النوع علي الرجال فقط، بل إنه شمل وجمع ما بين الرجال والنساء، التحرش علي مواقع التواصل الإجتماعي، تحرش يحمل سمات عصر التكنولوجيا، ما بين السرعة و الإنتشار، وفي كل الحالات الضحية انسان حتي وان كان تحرشا افتراضيا، ولكنه حدث بالفعل، كما أن الأمر لم يعد يتطلب اللقاء المباشر بين المتحرش والضحية، بل أن الأمر قد أصبح أكثر سهولة، فقد أصبح بامكان المتحرش الوصول إلي الضحية في اي مكان واي وقت…..حيث انتقل التحرش من علي الأرصفة إلي مواقع التواصل الإجتماعي..ليتخذ شكلا جديداً مواكب لعصر التكنولوجيا والإنفتاح…
وقد حاولنا أن نقدم لكم في هذا التقرير ما يتعلق بظاهرة التحرش الإلكتروني، ما بين الدين والقانون و المتحرش ذاته، والضحية….. لذلك قمنا بطرح عدد من الأسئلة التي تخص الموضوع.
فماذا عن مفهوم التحرش الإلكتروني وما يعنيه ؟
عرفه البعض بأنه هو القيام بإرسال التعليقات والرسائل والفيديوهات غير اللائقة من خلال مواقع التواصل الإجتماعي، فهو مساو للتحرش الجنسي ولكنه فقط يشير إلي الإعتداء الإلكتروني
أولا ما هو التحرش الإلكتروني ؟
كيف يسرت وسائل التواصل الإجتماعي ممارسة التحرش ؟
ثانيا ماذا عن دور القانون في النظر إلي الظاهرة ؟
ما هي الأسباب التي تدفع الفرد إلي ممارسة التحرش الإلكتروني ؟
والسؤال الأهم عن الخصوصية ؟
وكيف يمكننا الحد من ظاهرة التحرش الإلكتروني ؟
ومن بين كل هذه الأسئلة قد وجدنا أن البعد القانوني للظاهرة، فقد وجدنا أن الأمر ليس فقط مجرد ظاهرة أو رسالة عابرة، بل إن الأمر قد زاد إلي ما هو أبعد من ذلك بكثير، وحين جاء دور القانون، وجدنا أنها ليست كما ذكرنا ظاهرة أو مزحة عادية، بل إنها أصبحت جريمة يعاقب عليها القانون، وحيث يتم وصفها وباعتبارها علي جريمة أو فعل فاضح غير علني….وعلي المتضرر أو الضحية أن يقدم علي تقديم بلاغ لإدارة مكافحة جرائم الإنترنت، وسوف يتم العمل علي ايقاف الجاني أو المتحرش، وربما تصل العقوبة إلي عقوبة التحرش الجنسي.
ولكن هذا يحيلنا فورا علي النقيض تماما و هو هل حقا يتم تطبيق تلك العقوبة الخاصة بالمتحرش الإلكتروني، أم أن التحرش الإلكتروني يظل جريمة دون عقاب…. كما ذكر البعض..
أما عن الجانب النفسي، فقد نظر خبراء علم النفس إلي الظاهرة بإعتبارها رد فعل للكبت والفراغ الجنسي، ويأتي هذا النوع في إطار اكثر خفاء لشخصية صاحبه، حيث يختبئ به وراء عالم وشخصية إفتراضية وهمية..
وقد حاولنا أن يشتمل هذا التقرير علي بعض الآراء من مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي…
فقد قالت إحدي الفتيات أن التحرش الإلكتروني، يبدأ بعبارة او تعليق، وتاتي العبارات في إطار الأتي ” ممكن نتعرف “، ” هاي انا … وشفت صورتك ومعجب بيكي جداااا، ومن ثم يبدء في الحديث، والتدخلات بشكل غير لائق، مما يجعل الأمر لا يختلف كثيرا عن التحرش الجنسي، وربما هذا ما يدفع الفتيات في بعض الأوقات إلي تغيير صفحاتهم، وايملاتهم الخاصة لتجنب مثل هذه الحالات..
إلا أن رأي أحد الشباب قد جاء مناقضا لرأي تلك الفتاة، حيث أشار الشاب إلي أن أي نوع من التحرش سواء أكان جنسيا أو إلكترونيا، فالضحية جزء لا يتجزأ منه، وان في كلتا الحالات كلا الطرفين يعتبر ضحية، إحداهما ضحية للمجتمع والاخر ضحية الإندفاع، وما بين هذا وذاك نجد انهيار أخلاقي ومجتمعي.