كتبت / ريما السعد
في صراع التقدم بين الدول، والتنافس في تطوير الفكر وأساليب التعليم والتطبيق، ولأننا نعلم مدى أهمية الطفل في بناء الدول، وفي رسم الطريق نحو المستقبل، تتبادر إلى الأذهان تجربة دولة السويد في تطوير المناهج التعليمية .
أغلبنا يعرف كارتون نيلز الشهير، يتحدث هذا الفيلم الرائع عن قصة طفل … اسمه نيلز مشاكس مؤذي لكل من حوله ، حتى الحيوانات ، يصادفه ساحر فيعاقبه بمسخه
من حجمه الطبيعي الي حجم صغير (قزم) .
فيهرب نيلز ممتطيا وزه اسمها مورتن ، وتطير به برفقة سرب من طيور الوز المهاجرة ، فوق أرض السويد كلها شمالا في الصيف ، وجنوبا في الشتاء ، مرورا بمناطق مختلفة تضاريسيا .
ما أصل القصة ومن كتبها وما كانت جائزتها ؟
لاحظ المعنيون بشؤون المدارس والتربية والتعليم في السويد ، أن التلاميذ يكرهون درس الجغرافيا ولا يقبلون عليه ، ذلك لإن كتاب الجغرافيا كان جافا ومملا ، مملوء بمعلومات غير شيقة ولا تجذب التلاميذ . وعندها قرر الاتحاد الوطني بالسويد تكليف المعلمة والكاتبة سيلما ، بمهمة مفادها ( نحن بأمس الحاجة إلى كتاب جغرافيا يستمتع الطلاب بقرأته في حجرات الدراسة )
فوافقت وقبلت التحدي وكان ذلك عام ١٩٠٠م
وبعد ست سنوات من الجهد والمعاناة والترحال في أنحاء السويد
كانت الثمرة كتاب ( نيلز ورحلته الرائعة عبر السويد )
فقرأ الكتاب ، الكبار قبل الصغار ، وترجم إلى ١٢لغة وأصبح فلما كارتونيا ، ذو عبرة ومعنى رائعين .
وتم تكريمها عالميا بمنحها جائزة نوبل للآداب عام ١٩٠٩م
أما في بلدها السويد فتم تكريمها بوضع صورتها على وجه إحدى العملات السويدية من فئة عشرين كرون ،وعلى الوجه الآخر صورة نيلز ، بطل كتابها .