بقلم رشا رمضان إسماعيل
(الطيور على أشكالها تقع)
مقولة اعتدنا على سماعها وترديدها منذ الصغر
ولكنني لم أؤمن بها يومًا
لأننا لم نصادف حتى الآن من يُشبهون قلوبنا
لم نجد من يتعمقون في دواخلنا ويكتشفون أزارار سعادتنا وأيقونات حزننا
نحن كل يوم نضيف صديقًا على الفيسبوك ولكن هل الإضافات الفيسبوكية تندرج تحت مفهوم الصداقة العميقة
حتى بمجال العمل نختلط بهذا وذاك ولكن تبقى هناك حدود ومساحات خاصة لا يقترب منها أحد
وذلك يحدث لأننا جربنا الاقتراب ، جربنا الإبحار في سفنهم ولكننا للأسف لم نلقى إلا الغرق
لم نجد أبدًا من يفهم بوح العيون ولا يستشعر بكاء القلب ولايسمع أنين الروح
لم نجد من ينسج لنا من خيوط الحزن رداءً من فرح
ولن نجد من تتراقص دقات قلبه فرحًا للحظات سعادتنا
ونحن أيضًا مقصرون فجميعنا في ظل هذه الحياة السريعة أصبحنا منغمسون في مشاكلنا الحياتية أكثر مما ينبغي فركنا واجب الصداقة جانبًا وتكاسلناعن السؤال عن بعضناواكتفينا بالتحققق من صندوق الوارد كل صباح أو كتابة تعليقات عقيمة لاتسمن ولا تغني من جوع
نقضي أعمارنا ونحن نفتش في زواياه عن صدق المشاعر ،عن السند ، عن الشجرة الممتد حبها من عمق الأرض إلى عنان السماء
إننا حقًا في زمن التخوف ، لم يعد هناك أمان أو اطمئنان لأن تخلع رداء قلبك أمام أحدهم وتُفشي له أسرارك دون خجل دون خوف
نحن في زمن التفضيل فكل يفضل نفسه على غيره ولا أحد يحب الخير لأحد إلا من رحم ربي
ولو آمنا بأنها فانية حق الإيمان لما شعرنا بكل هذا
ولأصبحت مشاعرنا نقية نقاء غيمة لا تمطر إلا حُبّا على القلوب المقفرة
ليتنا نجد طيرًا يُشبه الطيور المعششة على شجرة أرواحنا يبقى ولا يُهاجرنا