شعر وحكاياتعام
فيروز فرنسا
كتبت
علا السنجري
هي فنانة ساحرة بكل المقايسس… وهي فنانة جميلة ورائعة… غنت للحب وللسلام ولطالما شبهوها بفيروز فرنسا.
يعتبر البعض «ميراي ماتيو»قديمة الطراز فيما يرى البعض الآخر انها دائمة الرواج، لكن ميراي ماتيو تتشاطر مع شارل ازنافور في لقب سفيرة الاغنية الفرنسية وتحتفي بمرور ٥٠ عاما على انطلاق مسيرتها الفنية مع اسطوانة لاجمل اغانيها وجولة جديدة.
ولمن لا يعرف ميراى ماتيو (Mireille Mathieu) فهي مغنيه فرنسية من مواليد ٢٢ جويلية 1946، وإلى جانب كونها ناجحة في بلدها ، فلقد أصبحت نجمة عالمية ، وسجلت أغانيها بعدة لغات.
وهذا الحضور البهي جعلها نجمة ضخمة وفخمة ورائدة في فرنسا وجميع أنحاء أوروبا … ولقد كان لها نجاح كبير في أمريكا الشمالية والمكسيك… ولقد كانت أول مغنيه غربية في التاريخ تقدم حفلات موسيقية في الصين.
ولم تقتصر شهرة ماتيو على أغنياتها فقط، بل صارت لأكثر من 5 عقود مثالاً للأناقة يحتذى به في العالم كله، خصوصًا تسريحة شعرها التي لا تزال حتى الآن تتربع على عرش الشعر القصير، وهي القصة التي يأخذ الرأس فيها شكل عصفور، فيكون الشعر من الوراء متطايراً كأنه ذيل العصفور ومن الأمام محدداً كأنه منقاره.
وعلى الرغم من الشهرة والتميز والعلاقات الواسعة بأهم الشخصيات في الغرب عامة وفرنسا خاصة، إلا أن أحداً لم يسجل على ماتيو خلال مسيرتها الفنية كلها خطأ أو فضيحة، بل كانت ولا تزال صوت فرنسا الحالم الذي يطوف العالم كله بنقاء لتجسد أروع ما يمكن أن يكون عليه الفن والفنانون.
من عائلة متوسطة
ولدت «ميراي ماتيو» في أسرة متوسطة الحال حيث عمل والدها في صناعة شواهد القبور.واضطرت للعمل وهي في سن صغيرة لتعيل أسرتها واستطاعت لفت الأنظار لها عندما شاركت في إحدى مسابقات الغناء ولقد أثارت مشاركتها اهتمام مكتشفي المواهب الذين أكدوا على أنها تماثل موهبة الرائدة المغنية «أديت بيياف»… وتوالت فيما بعد الأعمال الغنائية الناجحة للفنانة الساحرة… وفي 2006 اصدرت ألبومها الغنائي الثامن والثلاثين.
وتقول المغنية البالغة 70 عاما من العمر: «ليس لدي الانطباع باني احتفل بمرور خمسين عاما على اعتلائي المسرح… لا افكر بذلك. ولسوف استمر في الغناء عن الحب كما في اليوم الاول وبالشغف نفسه».
ومنذ 28 جوان 1964 عندما فازت بمسابقة غناء نظمتها بلدية افينيون، رافقت الاغنية مراحل حياة ميراي ماتيو كلها مع ان مسيرتها عرفت تباطؤاً منذ وفاة مدير اعمالها ومنتج اغانيها جوني ستارك في العام 1989. ولقد باعت 130 مليون البوما و55 مليون اسطوانة باغنية منفردة وسجلت 1200 اغنية في 11 لغة من بينها الصينية والفنلندية.
وعن ستارك تقول: «آمن بموهبتي وعلمني كل شيء… انا مدينة له بكل شيء»، وهي لا تنسى وتقول: «الجمهور بطبيعة الحال الذي تبناني منذ مروري (في نوفمبر 1965) في برنامح «جو دو لا شانس» للمسابقات». وادت يومها عبر محطمة التلفزيون الوحيدة في تلك الفترة اغنية «جيزابيل» الناجحة لاديت بياف التي كانت قد توفيت قبل سنتين.
وكانت ميراي ماتيو وهي الابنة البكر في عائلة متواضعة من افينيون مؤلفة من 14 ولدا، في التاسعة عشرة يومها. وبعد شهر على ذلك في ديسمبر 1965 غنت للمرة الاولى على مسرح اولمبيا عندما حلت ضيفة على «ساشا شو» للمغني ساشا ديستيل الذي كانت نجمته المغنية الاميركية ديون وارويك.
وحققت «آنسة افينيون» بعد ذلك النجاح تلو الآخر وغنت على اهم المسارح العالمية حتى اصبحت من اشهر المغنيات الفرنسيات.
ودفعها مدير اعمالها جوني ستارك الى تسجيل اغاني باللغة الانقليزية والالمانية والروسية واليابانية حتى… . وسريعا مكنتها شهرتها من تسجيل اغاني ثنائية مع نجوم امثال توم جونز ودين مارتن وبول انكا وخوليو ايغليسياس.
وتقول المغنية «هذه القصة الرائعة مع الجمهور مستمرة منذ خمسين عاما… صوتي وقصتي اثرا بالناس. اشكر الله على هذه الموهبة. انا مؤمنة كثيرا. واصلي يوميا».
وتضيف: «المعجبون الاجانب يؤثرون بي كثيرا خصوصا عندما يقولون انهم يتعلمون الفرنسية من خلال اغاني».
وتتابع قائلة «اعرف ان البعض يقول اني رجعية ما معنى ذلك فعلا؟ انا هنا منذ 50 عاما والجمهور لا يزال وفيا… هل ان جمهوري رجعي؟ هذا الحب هو اجمل الجوائز».
فنانة متميزة
ومنذ وفاة جوني ستارك تدير المغنية مسيرتها بمفردها مع اختها ماتيت… ولقد كانت والدتها مارسيل تحضر كل الحفلات وهي شهيرة مثل ابنتها.
هذا وقد توفيت والدة المغنية الفرنسية الشهيرة ميراي ماتيو عن 94 عاما، مؤ خرا ، بحسب ما أعلنت العائلة، بعدما تابعت مسيرة ابنتها الفنية الطويلة ولازمتها في معظم عروضها.
وتوفيت مارسيل صوفي بوارييه بعد أيام على نقلها الى مستشفى في افينيون (جنوب شرق فرنسا)، بسبب إصابتها بانسداد رئوي. وهي من مواليد عام 1921، وحضرت معظم حفلات ابنتها في فرنسا والخارج منذ بداياتها في عام 1964.
وكانت المغنية تدعو والدتها الى اعتلاء المسرح معها لتحية الجمهور، وكررت ذلك في عروضها في فرنسا وروسيا وألمانيا والصين واليابان، وأخيراً في لبنان.
ويعرف جمهور ماري ماتيو والدتها جيداً، وكثيراً ما كانت توقع لهم إلى جانب ابنتها.
وميراي ماتيو التي تقيم حفلات كثيرة في الخارج ولا سيما المانيا ودول البلطيق وروسيا، لم تقم باي جولة فرنسية منذ العام 2005. ولقد شكل يوبيلها مناسبة بعد حفلات مسرح اولمبيا الثلاث في باريس، لاحياء نحو عشر حفلات في مدن فرنسية عدة من ليل الى افينيون قبل جول عالمية جديدة.
وتقر المغنية «كلما تقدمت في هذه المهنة كلما شعرت بالخوف والشك… لا زلت اعاني من رهبة المسرح الا اني اشعر بفرحة كبيرة ايضا… ولقائي بالجمهور يشكل لحظة تشارك استثنائية».
ولقد صدر لميراي ماتيو بالمناسبة ايضا اسطوانة «سي دي» ثلاثية بعنوان «اون في دامور» تضم ثماني اغنيات جديدة.
ومن بينها «اغنية «سو ني ريان» التي تعتمد موسيقى البوب وهي مختلفة عن اغانيها الاعتيادية.
فميراي ماتيو التي ربما لا يعرف عنها أبناء الأجيال الجديدة الكثير، كانت ولا تزال في فرنسا والعديد من بلدان العالم، الأسطورة الحية للغناء، وبلغ من إعجاب الناس بها أن ظهرت صورتها على الشعار القومي (غير الرسمي) لفرنسا… فمن هي ميراي ماتيو في النهاية وفي سطور قليلة ؟
إنها تلك الطفلة الأولى في عائلة، كبرت وتضخمت مع الوقت حتى صارت تضم 14 أخاً وأختاً… ولقد جعلتها ظروف الأسرة المادية منذ الصغر تتحمل قسطاً كبيراً من مسؤولية رعايتهم والاهتمام بهم، حتى تنجو بأخوتها من براثن الفقر والحرمان، وهذه المسؤولية التي لازمتها منذ طفولتها، نسجت عنها وعن صبرها وإصرارها وكفاحها العديد من الحكايات، منها أن رعايتها لكل هؤلاء الصغار، قد ملأت حياتها وأشبعت لديها شعور الأمومة الغريزي، ما جعلها لا تتزوج أو تنجب طوال حياتها…