اليوم يمر 19 سنة على وفاة الفنانة عقيلة راتب
كتب/خطاب معوض خطاب
ليست الفنانة سعاد حسني هي المقصودة بالسندريلا، فلم تكن الفنانة سعاد حسني هي أول من أطلق عليها لقب سندريلا، بل سبقتها في ذلك الفنانة الكبيرة عقيلة راتب التي كانت أول من أطلق عليها لقب سندريلا، كما أطلق عليها أيضا لقب (معونة الشتاء)، حيث كانت تساعد الكثير من الفقراء و المحتاجين سرا بمبالغ شهرية، أما بلبل مصر الوحيد فهو زوجها المطرب الراحل حامد مرسي، والفنانة عقيلة راتب اسمها الحقيقي كاملة محمد شاكر ولدت في 22 مارس 1916م بحي الجمالية و كان والدها رئيسا لقسم الترجمة بوزارة الخارجية و يحلم بأن تدخل ابنته كاملة مثله مجال السلك الدبلوماسى لكنها كانت تهوى للفن حيث تفتحت عيونها عليه بمدرستها و لكن تم عقابها من الأهل حين علموا برغبتها فى التمثيل .
احتضنتها عمتها و شجعتها على ممارسة التمثيل حتى اشتركت في أوبريت هدى الذي حضر عرضه رئيس الوزراء وقتها إسماعيل صدقي باشا و أعضاء وزارته و ذلك سنة 1930م و كان سنها في ذلك الوقت 14 سنة بعدما غيرت اسمها الفني إلى عقيلة راتب و حين علم والدها بأنها تمارس التمثيل صدم و أصيب بالشلل بعدها عادت لوالدها باكية على ما أصابه و مع الوقت طلب والدها أن يراها على خشبة المسرح و حضر أحد العروض المسرحية التى شاركت فيها و فرح بها جداً و بدأ يشجعها فكانت فرحتها كبيرة و من المعروف أنها عملت بعدة فرق مسرحية مثل فرقة زكى عكاشة و فرقة على الكسار و فرقة عزيز عيد و اشتهرت عقيلة راتب بلقب سندريلا فكانت هي أول فنانة يطلق عليها هذا اللقب لإجادتها فنون التمثيل و الرقص و الغناء .
وبعدما اشتهرت و ذاع صيتها تقدم للزواج منها أحد الباشوات و هي تعمل في فرقة علي الكسار الذي حاول إقناعها بالموافقة إلا أن زميلها بالفرقة الفنان الممثل و المطرب حامد مرسي المنافس الأول للمطرب محمد عبد الوهاب وقتها و الملقب بلقب بلبل مصر الوحيد و بلقب دون جوان عصره لتعدد مغامراته العاطفية قال للفنان علي الكسار : (أنا بحبها يا أستاذ علي و عاوز أتجوزها) و بالفعل تزوجها الفنان حامد مرسى و أقيم حفل زفافهما على خشبة مسرح فرقة علي الكسار .
قدمت عقيلة راتب أول أدوارها السينمائية سنة 1936م في فيلم اليد السوداء مع زوجها حامد مرسي الذي شاركها أيضا بطولة فيلم ألف ليلة و ليلة مع علي الكسار و هو أول من غنى لحن سيد درويش الشهير (زوروني كل سنة مرة) كما غنى له أيضا (أنا المصري كريم العنصرين) و ظهر في عدد من الأفلام منها (مولد يا دنيا و سلطانة الطرب و انت اللي قتلت بابايا و زقاق المدق)،
بعدها انطلقت مسيرة عقيلة راتب الفنية الثرية سينمائيا و تليفزيونيا و مسرحيا حيث مثلت في مسرح التليفزيون عند إفتتاحه مع إسماعيل ياسين ثم مع فرقة نجيب الريحاني و أبدعت في عدد كبير من الأفلام منها (القاهرة 30 و زقاق المدق) و بلغ أداؤها القمة في فيلم (لا تطفئ الشمس) و في مسلسل (عادات و تقاليد) الذي بلغت حلقاته 338 حلقة و مسرحية البيجاما الحمرا و مسرحية مطرب العواطف و مسرحية حلمك يا سي علام و مسرحية الزوج العاشر و بلغ عدد الأعمال التس قامت بها 200 مسرحية و 60 فيلما غير التليفزيون و الإذاعة .
كرمها الملك فاروق بمنحها شهادة تقدير و منحها الرئيس جمال عبد الناصر وسام الدولة في عيد العلم 1963م و جائزة أحسن ممثلة عن دورها في فيلم لا تطفئ الشمس لنفس السنة و جائزة عن مسرحية حلمك يا سي علام لنفس السنة كما حصلت على وسام الدولة من الرئيس السادات سنة 1978م و جائزة الجدارة من وزارة الثقافة و درع المسرح سنة 1992م و جائزة الريادة من جمعية الفيلم و جائزة طلعت حرب بمناسبة مرور نصف قرن على صناعة السينما و جائزة سنة 1998م، و كانت حياتها مع زوجها المطرب حامد مرسي تسير بين شد و جذب لأنه لم ينس أنه كان (دون جوان مصر) و لم تقبل هي بهذا الوضع و طلبت منه الإنفصال في هدوء و هو ما حدث بالفعل قبل وفاته في 10 يونيو 1982م، وكان آخر أعمالها الفنية هو فيلم المنحوس حيث أصيبت بالعمى و هي تؤدى دورها فيه، و بعد هذا الفيلم اعتزلت الفن و كانت وفاتها في 22 فبراير 1999م عن 83 عاما .