كتب/خطاب معوض خطاب
منذ سنوات قليلة كانت محلات بيع الورود تجد لها سوقا رائجة في أيام محددة على مدار العام، خصوصا في يوم “فلانتاين” المعروف بيوم الحب أو يوم عيد الحب، وكان زبائن المحلات من جميع الطبقات وجميع الأعمار، ولعلنا نتذكر يسرية بنت الطبقة المتوسطة أو الفنانة “هند صبري” في فيلم “أحلى الأوقات” عندما طلبت من زوجها أن يهدي إليها ورودا وقالت له “عايزة ورد يا إبراهيم”، كما نتذكر مشهد زوجها إبراهيم في أواخر الفيلم وهو يشتري الكباب لأسرته ولم ينس إحضار الورود أيضا مع الكباب.
مجلة سحر الحياة ذهبت اليوم لأحد محلات بيع الورود في منطقة العجوزة، وبالمصادفة كان صاحب المحل اسمه إبراهيم، أجرينا معه حوارا وكان أول سؤال وجهناه له هو: هل قالت لك يسرية اليوم أنا عايزة ورد يا إبراهيم؟!
،،اسمي إبراهيم محمد غيط، محامي وأعمل بمهنة بيع الورود منذ سنوات طويلة لأنها مهنة متوارثة في العائلة.
،،كان زبائني في الماضي من مختلف الطبقات، فتجد المقتدر والموظف والعامل حتى طلاب المدارس كانوا يقبلون علينا لشراء الورود.
،، كنا نعتبر يوما مثل يومنا هذا “موسما” ننتظره ونستعد لاستقباله قبل أن يحل علينا بفترة طويلة.
،،اليوم تغير الحال تماما من جميع النواحي، فأصبحنا نشتري الورود بأضعاف ما كنا ندفع في الماضي، كما أننا أصبحنا في نفس الوقت نعاني من ضعف الإقبال وقلة البيع بالمقارنة مع الحال في الماضي.
،،الزبائن اليوم لم يقلوا فقط، بل إن هناك ما هو أكثر، حيث أنه أصبح لا يقبل على شراء الورود اليوم إلا المقتدرون فقط.
،،حاليا تأثرت الطبقة الوسطى بالحالة الإقتصادية ولم يعد أحد منهم يهتم بشراء الورود.
تركنا “إبراهيم” صاحب محل بيع الورود وأكملنا السير فوجدنا على مقربة منه طابورا أمام أحد المجمعات الإستهلاكية قام العاملون به برفعق لافتة على جداره عن تواجد “فراخ برازيلية” بسعر 17 جنيها للكيلو، وقتها تأكدنا أن “يسرية وإبراهيم زوجها” لم يعودا يهتمان بالورود كما أن “الزوج إبراهيم” لم يعد يقدر على شراء الكباب!، فقد أصبح هو مهتما فقط بالحصول على طعام ميسر يسد به رمق أطفاله الصغار.