بقلم دكتوره : نشوي كمال
لو أجتمع أهل الأرض جميعا بمشارقها ومغاربها ، هل يستطيع أحد منا أن يضع تعريف محدد ل ( حلاوة الدنيا ) ؟؟ فمنا من وجدها في دفئ الحب وأخلاص الحبيب ومنا من عثر عليها في وجوده في أسره يسودها جو الرحمه والموده وأخوه لا يحتمل كل منهم علي الأخر البأس ، وصحبه دامت لعمر ، ومنا من وجد حلاوة الدنيا في السفر والترحال عن كل أحزانه واوجاعه ، ومنا من وجدها في مركز علمي أو سلطوي أو اجتماعي سعي إليه وأفني شبابه في الوصول إليه ، اليس الأمان ايضا يشعرنا بالحلاوه فلا يشعر بالامان من شردته الحرب فلا بيت ولا عائله ولا مأوي أو حتي غطاء ، أعط هذا الشخص أربع حيطان وغطاء وشربة ماء وكسرة خبز وشعور بالأمان يبكي حلاوة الدنيا ، اذا منا من وجد الحلاوه ومنا لا يزال يتعثر في طريق يظن كل الظن أنه يأخذه حيث حلاوة الدنيا ، ومنا ولا شك وجد حلاوه اخري للدنيا بطعم مختلف طعم العوده للحياه بعد خوض حرب فيض من الابتلاءات ، فهل أحد منا يستطيع أن يزن حلاوة الدنيا في قلب انسان قدر الله شفاءة من مرض مميت مستعصي بعد أن كاد يحصي عدد الأيام التي باتت له في الحياه ، هل أحد منا يستطيع أن يحصي عدد دقات قلب حبيب ذاق حلاوة الدنيا بعد أن جمع القدر بينه حبيبه بعد فراق مزق قلبه ، هل منا من يستطيع أن يقيس بادق مقاييس الدنيا حلاوة الدنيا بعد عودة أبن ضائع أو ضال أو مريض الي أحضان أمه فوالله انها لحلاوه تعود بها للحياه
حلاوة الدنيا تختلف لأننا مختلفين وقد تختلف حلاوة الدنيا لنفس الشخص علي مدار السنين والنضج والخبرات والعثرات ، اعتقد وبعد كل هذا الجدال العقلي والقلبي والروحي ، فحلاوة الدنيا التي لا تعادل أرضها وسماءها بحارها وجبالها وكل الخلق عليها هي ( حلاوة من وجد حلاوة الدنيا بوجود الله ومعرفته ) ، فيقولون فلان عرف الله فعرف حلاوة الدنيا ، فلا حلاوة توازي حلاوة أحساس الرضا عن الله والرضا بالله والسجود في امان الله ، حلاوة اليقين بالله وحسن الظن بالله ، حلاوة تلاوة أيات الرحمن وتغلغلها في شرايين أحزانك فتطيب وتطيب ابتلاءاتك فتحمد الله وتطمئن لكل اقدار الله وتستعد بأستقبالها برضا ويقين ، حلاوة الدنيا تتلخص في إيماننا بأنها دنيا فانيه وان السعاده وقرة العين في عيش الاخره ومتعة النظر إلي وجه الكريم الرحيم الذي بدون رضاه وقربه والأمتثال لأوامره والله ماذقت حلاوة الدنيا .
رئيس تحرير قسم المرأة الاستاذه / داليا المنشاوي