عام
من أنا
بقلم ممدوح منير
تجاوزت العقد الاربعين من العمر , للحظة توقف عقلي عن التفكير و بدا كأني نسيت كل شيْ , كأنني لا أعرفني , كمن فقد الذاكرة و ما عاد يملك من ذكريات حياته غير انه انسان بلا هوية .
لا يدري ما حدث له, كلما بذل مجهودا لمعرفة نفسه أو تذكر ماضيه , باءت محاولاته بالفشل , ومع ذلك يحاول و يحاول و لكن بلا جدوي.
يتساءل من أنا و ماذا حدث , كل ما أذكره هي رطوش و لمحات مشوهة و مفككة من الماضي و لكن كلما حاولت فهمها تلاشت سريعا.
ايعقل ان يكون انسان في كامل صحته , لم يتعرض لأي حادث ان ينسي ماضيه بهذا الشكل , و تتلاشي هويته و لا يعرف ما سبب ما يحدث له.
الحالة تسوؤ و المحيطين به لا يشعرون , بل يرونه انسان عادي ككل يوم يصحو فيه ليمارس مهامه الحياتية دون كلل أو ملل حتي يعود الي منزله ليلا لينام .
أصبحت كألة لا تشعر و لكنها تعمل بكد دون تمرد أو شكوي أو أحساس بما يدور حولها.
المشاعر بدأت تخبو و تنطفئ , ماعاد يستشعر المواقف أو الكلمات التي تدور حوله.
حالة من السكون تحيط به وكل من حوله يمارس حياته بشكل طبيعي , و لكنه لا يشعر بهم .
و علي الرغم من كل ذلك هناك صوت داخلي يلح و بشدة و يصرخ , اصحي انت ايه اللي جري لك .
يسمع احاديث داخليه كثيرة تتطغي علي سمعه و تعزله عن المحيطين به رويدا رويدا و لكن ما زال يصارع ليبقي علي ادراكه بالاشياء .
حتي أثناء نومي كنت اري احلاما كثيرة و لكنها الان توقفت , فما عدت أحلم كالسابق.
نعم اتنفس ,أأكل كباقي البشر ولكن ما عدت أشعر بشئ .
قد يعتقد الكثير أن هذا ضربا من الجنون او حالة مبكرة من الاكتئاب , ولكنها ليست كذلك .
فقدت الاحساس بالاشياء و الاشخاص , فقدت احلامي , فقدت شغفي بالحياة , والاهم من ذلك فقدت من أنا .