بقلم :د.نشوي كمال عبد الحميد
أنظر إليها ، أمعن النظر حاول أن تعيد النظر مره وأثنان ، مجهده ، نعم أنها مجهده جدا تلك الدنيا ، أنهكتنا حكاياتها وصراعاتها وأحلامها ، تهنا في أيام أفراحها وأحزانها سرقنا العمر بين ساعاتها وأيامها ، طفوله شباب ف كهوله ، فمتي صرنا كبار ، كبرنا ولم يعد يعنينا تفاهات الحديث ، لم يعد يجذب أهتمامنا بريقها الجذاب ، دنيا دخلنا إليها وغلقت علينا الأبواب ، فلم ولن نفلت منها إلا بالموت المحتوم ، سلاما علي من يجلسون بين أضلع القلوب محبه واحترام يحسنون السكن ، سلاما علي من نسج بدنيانا خيوط التقدير والاحترام ، سلاما علي من التمس لنا الأعذار ، فنحن جميعا غير مكتملون نكتمل بالأخر ، فإذا وجدتني يا أخي علي غير عادتي فالتمس لي ألف عذر ولا تتركني منهك في الحياه ، لا تفلت يدي ، دعنا نلملم بعضنا البعض ونمضي في سلاما ، تأملها تجدها ضعيفه هشه خادعه تأخذ منا أجمل وأقرب الأشياء إلي قلوبنا ، فنعيش بنصف قلب ونصف سعاده ونصف روح ونصف حياه نأمل أن نلتقي بأولئك الذين ذهبوا وأخذوا أجزاء منا ، فلنعيش بها ببراءة وبساطة طفل صغير يقنع ويرضي بما يحقق له السعاده المؤقته تنتهي ويبحث عن وجه أخر للسعاده ، واذا رأيتني ابتعد لا تفلت يدي اعطني قبلة الحياه لتعود انفاسي واعود للحياه من جديد ، نحن اغنياء كثيرا بمن حولنا من الأبناء والأهل و الاصدقاء وبما نملك من قلوب نقيه وبجسدنا المعافي وقلوبنا الخاليه من الهم والغل والحسد والكره ، تأملها كل صباح ، فهي تفلت منا الطفل والشاب والكهل ، لا تعتبر بالأعمار ، تأملها بين ساعه وساعه وحال إلي حال ، تأملها في كل العيون تجد الشقاء والرضا ، الحزن والسعاده ، اللقاء والفراق ، الفقر والغنى ، العدل والظلم ، لكن حتما ستذداد اعجاب بتلك العيون المليئه بالرضا والحب وبتلك اليد التي تعطي لا تنتظر الجزاء والقلوب التي تسامح وتتغافل عن الصغائر ، تأمل الدنيا وستدرك من انت وجحمك الطبيعي في هذا الكون من أنت حتي تتكبر وتتجبر ، اخشع واسجد لخالقها وانحني لأقدارها وتقبلها برضا وأعلم أنك جزء من دنيا لكنك جزء ضئيل جدا بجسدك لكنك تستطيع أن تكون ملئ هذه الدنيا بسيطك الرنان وتأثيرك في حياة الأخرين ، برساله هادفه في هذا الكون ، فقط انت ليس لك شبيه أخر ، فقط لأنك أحسنت تأملها .