شعر وحكاياتعام
الحب أفعال
بقلم/سمية مجدي
“كانت تجلس أمام المدفأة على مقعدها المفضل تستمع إلى الموسيقى التي يحبها،تقرأ أحد رواياتها المفضلة ،فقد كانت تحتسي مشروبها الساخن لعله يهدئ من برد الشتاء القارص الذي أعرب عن حلوله بأمطاره الغزيرة ، نظرت إلى النافذة التي أمامها تشاهد هطول الأمطار فهو يذكرها بليلتها بالمشفى كانت تأخذ جرعة الكيماوي فهي مريضة سرطان ،عانت كثيرا الجميع نفروا منها إلا والديها وهو،فقدكان يساندها تتذكر مجيئة مغطيا رأسه بمعطفه متلهفا عندما علم بذهابها للمشفى ،كانت نصف حية نظرت لنافذة غرفتها كان ينظر لها بلهفة لاحظت دموعه المحتبسة التي أبت الهطول حتى لا يظهر ضعفه أمامها ولكن شعرت بها وابتسمت أن الله قد عوضها خير فهو لا مثيل له ،توسعت ابتسامتها عند تذكرها حين ذهب لعائلته يخبرهم بأنه يريد أن يتزوجها ،بالطبع قابل السخط والغضب الشديد مع العبرات الممزوجة بالسخرية:(كيف ستتزوج من مثل هذه فقد وقع شعر رأسها أصبحت بشعه ،فهي مريضة وربما بعد شهر أو اثنين تموت وتفارقك فماذا عنك؟،وماذا عن الأهل والأصدقاء والأقارب ماذا سيقولون ؟اختر كما تشاء وسنزوجها لك)
رد عليهم بإصرار :(هذه من أحببتها وسأتزوجها وأنى أراها أجمل نساء الدنيا وسأعيش معها طيلة حياتها)
فقد أجبر عائلته بإصرار أن نكون لبعضنا ،جاء زفافنا الكل كان ينظر لي بإبهار لم اعهده من قبل حقا استطاعت مستحضرات التجميل أن تستعيد لها اشرقتها وجمالها ولكن رأت في أعين الجميع أنها مريضة وأنها قبيحة لا محالة ،إلا عينه هو فقد رأت أنها أجمل امرأة قد خلقها الله ،ازدادت ابتسامتها وسعادتها وهي تتحسس بطنها ،ستنجب بنتا هكذا أخبرها الطبيب بعد أن شفاها الله وكان الموعد منذ شهر ،قبل وفاته بأسبوع ،فقد أصيب حبيبها بنفس مرضها ولكن لم يستطع التحمل فمات وتركها وحدها هي وطفليهما تتذكره بكل حب واشتياق ودموعها تنهمر على خديها تذكرت كلماته لها “الحب ليس كلمات تقال بل أفعال توضح لك من يحبك بصدق ،وتكون معك في كل حين خالده في ذكراك”
أغلقت كتابها واتجهت لغرفتها تستخرج قميصه لتأخذه في أحضانها كي يأتي لها باحلامها .