عام
أجواء رمضانية بنكهات مختلفة في خمسة دول عربية
تقرير/إسراء أحمد
يحل رمضان كالعادة يا سادة ضيفا خفيف الظل، يأتينا على شوق، ويرحل على عجل، محملا بالهدايا، التى لا يجوز أن ترد، فما أجمل هدايا الرحمن فيه، إنها رحمة، وتتبعها مغفرة، ثم هنيئا لمن فاز بالعتق من النار، لذلك نستقبله باحتفال كبير، ونسعى جاهدين إلى أن نقدم أقصى ما في وسعنا؛ لننال رضا الرحمن، إنها فرصة للوصول للجنة دون ضريبة.
تختلف مظاهر الاحتفال بالشهر الكريم، من دولة إلى أخرى، وإن كانت بعض الدول تتشابه فى العادات والتقاليد، إلا أن هناك طابع دنياوى، وطابع روحاني، يميز كل دولةعن نظيرتها، لذلك دعونا نتجول فى بعض الدول، لنعرف طقوسها فى رمضان، ونلمس رضا الرحمن فى كل مكان.
•مصر
مصر بلد الأمن ، والأمان، لها طابع روحاني خاص، طابع ديني، تلمسه من الروحانيات، والدروس الدينية، وصوت القرآن الذي يعلو كل مكان فى رمضان، ترى الزينة، قد زينت الشوارع، والبيوت، وأيضا الفوانيس، حيث الفوانيس مرتبطة ارتباطا وثيقا عند المصريين بشهر رمضان، وسماع أغاني رمضان ، التى مهما طال عليها الزمان تظل خالدة مع تعاقب الأجيال، فنجد الكبير والصغير يتغنى”مرحب شهر الصوم” “وحوي يا وحوي”، وغيرها من الأغاني التي ما زالت حتى الآن فى كل شارع ومنزل في رمضان.
في النهار تجد الحركة بطيئة، والشوارع تكاد تكون خالية من المارة، وتسمع صوت القرآن فى كل مكان، خاصة بصوت الشيخ “محمد رفعت”رحمه الله، وكذلك أحاديث الشيخ الشعراوي”رحمه الله، مدفع الإفطار من أهم أجواء رمضان، وينتظره الصائم على شوق، وفي الليل، وخاصة بعد صلاة التراويح، تزدحم الشوارع، والأسواق، وتبدأ الحركة فى الازدياد، والمقاهى، والتجمعات الشبابية تمتلئ بالشباب والرجال يتسامروا طوال الليل.
المسحراتي له شأن خاص عند المصريين، وتجد الأطفال يطوفون معه بالفوانيس، ويلعبون، ويمرحون، والمسحراتي ينادى ويقول”رمضان كريم اصحى يا نايم وحد الدايم”
اقرأ أيضا تعرف على مفسدات الصيام التى توجب القضاء عليها
اقرأ أيضا تعرف على مفسدات الصيام التى توجب القضاء عليها
مائدة الإفطار تكون ممتلئة بالطعام، بكل شكل ولون، محاشى، لحوم، سلطات، أسماك، ولكن السحور يعتمد اعتماد كلي على طبق الفول، فبائع الفول يطوف ويقول”إن خلص الفول أنا مش مسئول” وكذلك الحلويات المرتبطة بشهر رمضان،مثل، الكنافة، والقطايف، و المشروبات، تمر هندي، عرق سوس، قمر الدين، خروب.
الجانب الديني عند المصريين، يجتهدوا لقراءة القرآن، والحس على العبادة، والتهجد، والتقرب من الله عزوجل بالصدقات، وأعمال الخير، وإخراج زكاة الفطر، وكذلك الاعتكاف فى العشر الأواخر من رمضان، وانتشار موائد الرحمن فى كل مكان، والعزائم عند الأهل والأقارب؛ لصلة الرحم.
وتقول منال محمد “إن أجواء رمضان فى مصر اختلفت كثيرا عن قبل لا تعرف ما السبب فبدلا من أن يكون شهر العبادة أصبح شهر المسلسلات “
•سوريا
ومن مصر ننتقل إلى رحلة قصيرة في سوريا لنتعرف على الأجواء هناك ، على غرار مصر ، نجد أن سوريا لها نفس طقوس العبادة، والزينة فى مصر، وكذلك حركة النهار، والازدحام ليلا،والعزائم، والمسحراتي بيقول” قوم يا صائم وحد الدائم يا أبو أحمد وحد الله”
أهم ما يميز سوريا في رمضان، وخاصة دمشق العاصمة، عند آذان المغرب، يتجمع أهل دمشق حول المدفع ؛ لرؤيته لحظة الآذان، كما أن دار الضيافة في سوريا، يزداد فيها التجمعات؛ للإفطار الجماعي، من بداية الشهر إلى منتصفه، والثلاث الليالي الأخيرة من رمضان، تكاد تكون الشوارع خالية تماما من المارة، للاعتكاف واستقبال ليلة القدر.
بالنسبة لموائد الإفطار، هناك أكلات مرتبطة بحلول الشهر الكريم، الفتوش، المعروك الشامي، وشوربة الشعير، الصيادية، التسقية، والسحور يعتمد على اللبن المصفى، وطبق الفول، والزيتوت والبيض، والزعتر، وبعض المعجنات، والحلويات تتنوع كثيرا خاصة في بلاد الشام، وهناك حلويات مرتبطة بالشهر الكريم ، وخاصة شارع الميدان المشهور بالزينة، والحلويات الشرقية مثل العوامة، القطايف، الكنافة النابلسية، شقائق النعمان، البقلاوة، أما عن المشروبات تظل ثابتة عند السوريين، والمصريين.
وتقول ريما السعد من أهل سوريا مقيمة في الكويت”رمضان في سوريا اختلف كثيرا بعد الحرب فالكثير من أهلها هاجروا إلى دول أخرى والظروف الصعبة التي دمرت البيوت والأهالي هناك”وختمت حديثها بجملة”لو تشوفي الشام وسوريا قبل كانت جنة بيكفى كان في أمن وأمان”
•العراق
نصحبكم من سوريا إلى العراق؛ لنتعرف على العادات،والتقاليد هناك، وهل اندثرت؟ أم بقيت كما كانت، وتتشابه كثيرا العراق مع سوريا ومصر، فى الزينة، والعبادة، والاعتكاف، والعزائم، إلا أن أهم ما يميزها، أن النساءترتدين حجاب أبيض قطنى، مخصص لشهر رمضان.
توضع عربات أمام البيوت؛ تخصص لبيع الحلويات للأطفال في رمضان، مثل البقلاوة، والزلابية، ويقبل الأطفال على شرائها، وتنار الشوارع، والحارات، بأضواء هذه العربات ليلا، وذلك فى رمضان فقط.
الرجال على المقاهي ليلا؛ لاحتساء الشاي المخصص فى هذا الشهر”شاي ليمون البصرة” “بلانغو” انتشار لعبة بات العراقية ، وهي لعبة مشهورة لدى العراقيين في رمضان، تتكون من فريقين، تعتمد على إخفاء خاتم من قبل أحد أفراد الفريقين، ويقوم الفريق الثاني بالتخمين، لمن قام بإخفاء الخاتم، وقد يصل عدد الفريقين إلى المئة، لعبة بسيطة ومسلية.
الأكلات المرتبطة بشهر رمضان، ولا تخلو منها مائدة الإفطار، الدولمة تقدم خصيصا في رمضان، وهي عبارة عن مجموعة من الخضروات المضافة إليها ورق العنب المحشي بالأرز واللحم، والسمك من الوجبات التي نادرا ما تقدم في العراق في شهر رمضان، الحلويات المرتبطة بهذا الشهر، البقلاوة، الزلابية، الأرز باللبن.
•السعودية
من العراق إلى بلد الحرمين؛ لنستمتع برمضان في تلك الأراضي الطاهرة، يكفي أنها بلد خير الأنام، وعلى نهج الدول العربية المذكورة، من عزائم، واعتكاف،وعبادة، وتهجد.
بعض مناطق المملكة تستقبل شهر رمضان، بعادات غريبة، مثل منطقة عسير، حيث يستقبل أهلها شهر رمضان، بإشعال النيران، على أسطح المنازل.
من أهم ما يميز المملكة العربية السعودية، عندما يؤذن المغرب، يبدأ الأهالى بالإفطار على التمر الرطب ، والماء، ويسمى”فكوك الريق” وبعد أن يرفع الآذان ، في المساجد يذهبون إلى الصلاة، وبعد الصلاة يأتون لتكملة الإفطار.
بينما مائدة الإفطار عند السعوديين، تتميز بالكبسة باللحم، أو الدجاج، وسمبسوك، وشوربة، وبعدالإفطار، لابد من احتساء الشاى الأحمر المميز، مع بعض الحلويات، مثل القطايف، بلح الشام، البسبوسة.
لديهم عادة مميزة جدا، بعد الإفطار في رمضان، يقوم أحد أفراد المنزل، بالطواف بالمبخرة فى جميع أرجاء البيت، خاصة عند تواجد الضيوف، وأيضا كل يوم الإفطار عند فرد من أفراد العائلة، وتوزيع عينات على الجيران، وكذلك انتشار موائد الطعام بالقرب من المساجد.
صلاة التراويح تصلى 20 ركعة، بينما صلاة التهجد 10 ركعات، وفي النصف الثاني من رمضان، يذهبون لأداء العمرة.
•تونس
ومن بلد الحرمين إلى الساحة الخضراء تونس، حيث العادات،والتقاليد الراقية، والجميلة، وتتشابه تونس مع أخواتها من الدول العربية، فى بعض طقوس رمضان، العزائم، الأمسيات الدينية،والعبادة، والزينة، وصلاة التراويح.
يستهل أهل تونس الإفطار بكلمة مميزة”صحة شريبتكم”، ومائدة الإفطار تجهز بأشهى الأكلات المرتبطة بشهر رمضان، مثل البريك، الرفيسة التونسية،المكونة الأرز الممزوج بالتمر والزبيب، المدموجة، العصيدة، البركوكش.
إقامة حلقات الإنشاد، ومسابقات القرآن الكريم؛ لتحفيز الأطفال والكبار والصغار على تلاوة القرآن الكريم.
“السلامية”مجموعة من المنشدين يحضرون السهرات الإسلامية عند كبار البلد؛ يضربون على الدف، وينشدون الأناشيد الدينية، وتقام فيه خطب بعض المقبلين على الزواج، وختان الذكور.
أما عن ليلة منتصف رمضان، لها مذاق خاص، وشأن رفيع عند التونسيين، حيث تتبادل فيها الدعوات، والتهانى، والاحتفالات، وتجمعهم الزيارات، وتتميز تلك الليلة بأكلة معينة وهى”الكسكسى التونسي”، وتقدم فى وعاء فخاري مزخرف، وفي المساجد في تلك الليلة، يقوم بعض الرجال بحمل مرشاة فضية ، فيها ماء الورد، وعطور، ورشها على المصلين”إن شاء الله ليلة مبروكة على الكل وعلينا وإن شاء الله من المقبولين عند رب العالمين”
وتقول دلال من تونس” المظاهر اختلفت عن زمان لكن يفضل في نكهة لشهر رمضان و أتمنى أزور مصر لرؤية لاختلاف بين تونس و مختلف البلدان العرببة“