النَّهَار …
شعر / مصطفى الحاج حسين
لا تَلمَسُوا بَسْمَتَهُ
فَقَدْ يَتَأذَّى النَّدَى
وَيَفْلُتُ مِنْهَا الضَّوءُ
وَيَنْهَارُ مِنْ أَعَالِيْهَا الأُفُقُ
وَقَدْ يُلَوِّثُهَا البُكَاءُ
إنْ تَدَحرَجَتْ
فَوقَ آهَةِ المَطَرِ
وَيُمْكِنُ لِأَمْوَاجِ البَحرِ
أَنْ تَُصَدِّعَ عُذُوبَتَهَا
أَوْ يُبَلِّلَهَا الشَّاطِئُ بِخَطَايَانَا
لا تَلْمَسُوا بَسْمَتَهُ
إنْ جَاءَكُمْ الفَجْرُ بِآيَاتِ حُسْنِهِ
أَوْ كَشَفَ لَكُمُ المَدَى
عَنْ إشَارَاتِ طُلُوْعِهِ
أَوْ زَفَّتِ لَكُمْ الأرضُ
مَوْعِدَ زَفَافِ اليَاسَمِيْنِ
وَتَصَاعَدَتْ مُوْسِيْقَا البَهَاءِ
مِنْ كُلِّ نَافِذَةٍ كَتَبَتْ لَهُ
بِمِدَادِ شَهْقَتِهَا
وَدَمْعِ لَهْفَتِهَا
وَعِطرِ حَنِيْنَهَا
لا تَلْمَسُوا بَسْمَتَهُ
لَوْ جَاءَ يَغْسِلُ قُمْصَانَ الاختِنَاقِ
أَوْ رَاحَ يَرمِي عَنَّا أَوْجَاعَنا
وَيَبْتُرُ أَصَابِعَ الحَربِ
فَهُوَ شَمْعَةُ الرُّوحِ البَاقِيَةِ
وَصَوْتُ البُذُوْرِ
التي نَزَفْنَاهَا وَنَحنُ نَتَشَرَّد *