شعر وحكاياتعام
( عصفور الكناري )
قصة قصيرة
———— بقلم
وليد مليجي
استيقظت في هذا اليوم مبكرا .. قبل موعدها بساعة كاملة .. شىء ما يعبث بداخلها .. تجتاحها مشاعر كثيرة منها مايجعلها تبتسم و منها ما تسيل له الدموع .. تنظر تجاه الحائط صوب صورة سعد زوجها المسافر .. تمسح بيدها دمعة فرت على جبينها .. تنطق قائلة : آآآه يا قلبي . طمني عليك يا سعد و غِيب زي مانت عايز . تتذكر يوم سفره .. لم تكن راضية عن هذا السفر .. فقد كانت تدرك تماما أنها ستعاني وحدة قاتلة بمفردها و هي التي لم يرزقها الله بذُرية .. عاما قضاه و بَشَّرها بعودته و لم يعد .. علمت بعدها من أحد القادمين من الخليج أنه في السجن بعد مشاجرة مع كفيله حول مستحقاته .. لم تَدْر شيئا عنه بعدها لعام كامل .. فقدت سلواها و لم يعد لديها سوى قطتُها التي تقضي معظم أوقاتها في نوم عميق و كثيرا ما كانت تنظر إليها حزينة قائلة : و جايلك نوم ؟؟ …. تتذكر قفص عصفوري الكناري و تحزن مجددا عندما تتذكر قبل يومين مَضَيا عندما فتحت باب القفص لوضع الطعام فغافلتها العصفورة و فرت من القفص المعلق بالشرفة و بقى الذَّكَر وحيدا .. تابعت هروبها و رأتها تختفي داخل الشجرة الكثيفة أمام المنزل . طوال الوقت تسمع صياحها من داخل الشجرة و صياح العصفور يرد عليها من داخل القفص .. رأتها على الشجرة عدة مرات .. و تدرك تماما أنها لم تبتعد .. لكن لا سبيل للإمساك بها . تأخذ بيدها بعض الطعام و الماء للعصفور .. تفتح باب القفص .. لتجد طعام الأمس و الماء كما هو .. تفاجأ بالعصفورة على سور الشرفة .. تغلق الباب و تحاول الإمساك بها لكنها تطير بعيدا .. و ما زال العصفور حبيسا .. اصوات متبادلة بين زوج العصافير .. تتذكر سعد … تنهمر الدموع على وجنتيها .. تفتح باب القفص .. تمسك بالعصفور و تلقي به فى الهواء قائلة : روح لها يا سعد …تدخل باكية تغسل وجهها و ترتدي ملابسها فقد حان وقت النزول إلى العمل .. يرن جرس الباب تتجه إليه لتفتح لبائع اللبن فهذا موعده اليومي.. تتسمر قدماها .. تصرخ صرخة مدوية عندما ترى الرجل الواقف أمامها.. تلقي بنفسها على الرجل ..يحملها كالطفلة ..تبكي بشدة قائلة : الله يسامحك يا سعد .
إقرأ أيضا
مدير قسم الأدب و الشعر
علا السنجري