عاممقالات

العنف ضد المرأة

العنف ضد المرأة



بقلم
      علي الهواري

يمارس كثيرٌ من الرّجال العنف ضدّ المرأة بدون مراعاة لرقّتها وضعف جبلّتها التي خلقها الله عليها، ولا شكّ أنّ جميع المجتمعات  خاصة العربيّة تعاني من وجود شكلٍ من أشكال العنف ضدّ المرأة سواء كان هذا العنف مصدره خارجي من المجتمع الذي تعيش فيه المرأة، أو داخلي في العائلة ومن أقارب المرأة أو حتي الزوج 

 إذن ما هي أسباب العنف ضد المرأة؟

يعلّل كثيرٌ من الأزواج اتباعهم العنف مع المرأة وأسلوب العقاب البدني بأنّ المرأة وفق التّصور الشّائع كثيرة الشّكوى والتّذمر، ولا تستقيم لأحدٍ على حال، ولا شكّ أنّ هذه التّصورات مصدرها الفهم الخاطئ لنصوصٍ شرعيّة وردت في حقّ المرأة، وقد يكون مصدرها أعراف المجتمع وتصوّراته الخاطئة للمرأة.




للمزيد
فريال صالح …. ظاهرة



يرتكب كثيرٌ من الرّجال جرائم العنف ضدّ المرأة التي تأخذ أشكالاً كثيرة من تهديدٍ أو اغتصابٍ أو اعتداءٍ بدني بدافع نفسي وغرائزي منحرف، مبني على اعتقاد أنّ الرّجل متفوّق على المرأة جسدياً وهو قادر على ممارسة العنف ضدّها واضطهادها لتحقيق مآربه الخاصّة، ونزواته الدّنيئة.


كما أكدت الدكتورة “ليلى رجب” استشاري نفسي وتربوي، عن العنف ضد المرأة فقالت: “هو سلوك يصدر من الرجل بصورة فعلية أو رمزية من خلال التهديد أو التخويف أو الاستغلال والتأثير في الإرادة، بقصد إیذائھا جسدیا أو جنسیا أو نفسیا أو لفظیا، أو بقصد التحقیر والحط من شأنھا أو الانتقاص منھا، أو انتھاك حقوقھا الإنسانیة أو القانونیة أو كلیھما، بغیة تحقیق غرض شخصي لدى المعنف ضد المرأة الضحیة، سواء كان ذلك الرجل قريب من داخل نطاق الأسرة كالأب والزوج والأخ وغيره، أو غريب عنها”.
أضافت “الاستشارية النفسية، أن التقديرات العالمية التي نشرت من قبل منظمة الصحة العالمية، تشير إلى أن واحدة من كل 3 نساء ، أي 35% من النساء في أنحاء العالم كافة، يتعرضن للعنف على يد شركائهن الحميمين أو للعنف الجنسي على يد غير الشركاء

على الرّغم من أنّ الأمم المتحدة والمنظّمات الدّوليّة قد تبنّت مواثيق كثيرة للدّفاع عن المرأة، وتجريم جميع أشكال العنف ضدّها، إلاّ أنّ الشّريعة الإسلاميّة قد سبقت تلك الشّرائع الوضعيّة بآلاف السنين 








أنّ النّبي عليه الصّلاة والسّلام وصّى رجال الأمّة بنسائها خيراً، ولا شكّ أنّ الوصيّة لا تدلّ إلاّ على أهمية الشّخص الموصى به.



أنّ العلاقة الزّوجيّة في الإسلام تأسّس على معاني المودّة، والرّحمة، والسّكينة وهذا الأصل في تلك العلاقة التي ينبغي أن يسود فيها الاحترام من كلّ طرفٍ للآخر وحسن المعاشرة، والإحسان في التّعامل مع الشّريك.
أنّ الإسلام قد وضع المنهج الواضح في التّعامل مع نشوز الزّوجة، فالأصل أن يقوم الزّوج بتقويم سلوك زوجته النّاشز بالحكمة والموعظة الحسنة، فإن لم ينفع ذلك لجأ إلى الهجر في المضطجع، وإن لم تنفع تلك الوسائل كلّها جاز له ضربها ضرباً غير مبرح متجنباً الوجه وما يسيء لكرامتها.



أنّ النّبي عليه الصّلاة والسّلام نهى عن ضرب النّساء بقوله لا تضربوا إماء الله، وهذا الأصل في تعامل الرّجل مع زوجته، ثمّ رخّص في ضربهنّ فاجتمع النّساء حول داره يشتكين أزواجهنّ، فخرج عليه الصّلاة والسّلام ليخطب في النّاس خطبة بليغة يؤكد فيها على أنّ خِيار رجال الأمة لا يلجؤون إلى هذا الأسلوب في حلّ مشكلاتهنّ مع زوجاتهن وإن رخّص لهم ذلك.

إقرأ أيضا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock