كتبت / نهى عاطف
الآباء والأبناء : إن حب الاولاد حب فطري مغروس في النفس البشرية منذ الخليقة ، فترى الأنسان يسعد بأولاده ويشعر معهم بمعنى الحياة ، فالأولاد من متاع الدنيا وهم زينة الحياة ،
قال تعالى : ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا )
ومن الطبيعي أن يكون الأنسان هدفه في الحياة حماية اولاده وإسعادهم وأن يكونوا خلف لهم ، ومن هذا نعرف أن لاتتغير العاطفة الحقيقية بين الآباء والأبناء ،، والحنان يجب أن يتبعه تربية من سلوك وأخلاق ودين…
كثرا الآن من الاجيال أصيبوا بالميوعة والضعف والانهزامية وأللامبالاة ، نتيجة الحنان المحض أو الأهمال اللامبالي…..
سمعت عن ابناء يضعون آباءهم في دار للعجزة لكي لا يشعروا بالضيق او تحمل المسؤولية اتجاهم. …واخرون هجروا أبويهم ….ومن الابناء من يسافر لديار الغرب ليدرس ويعود ولكنه لايعود ويستقر هناك وقد يتزوج أيضا ويكون عائلة ولا يعلم شيئا عن واليه…….
ياترى ماذا أقترف هؤلاء الأباء حتى بهم ابنائهم ذلك؟؟؟؟
.لماذا هذه الفجوة الرهيبة بين الاهل والابناء ؟
هل هذه قسوة من الأباء كان حصادها هذه التصرفات ، أم إهمال كان من الأب والام لأولادهم في الصغر ،، ام غياب الاهل عن تربيتهم التربية السليمة ، أم مبلغة الاهل في سبل العقاب ……
أعتقد أنه ذلك كله بإلاضافة إلى تعطل لغة الحوار واتشاور بين الآباء والأبناء……..
فينظر الابناء إلى مواقف الاباء على إنها حد من حريتهم وتدخل غير مشروع في حياتهم…
فبعض الاباء يثيرون المشاكل الكثيرة مع الأبناء مما يجعل حياة الابناء جحيم ويوثر ذلك عليهم وعلى صحتهم وعلى حياتهم الاسرية فيما بعد ….
وبعض الاباء تظلم ابنائها….
وسأتحدث عن عقوق الأباء والامهات لأولادهم: ومن اهم صور عقوق الآباء للأبناء هي؛
التفرقة في المعاملة بين الاولاد بعضهم البعض فنرى انه يوجد ابن أو أبنه الأقرب إلى الاب او الام عن الآخرين…والاقرب إلى قلوبهم أيضا…فيظهر الأباء هذا في تعاملتهم وهذا يولد حقدا أو كرها من الولد لأمه ولأبوه ولأخواته أيضا….
التضييق والتشدد يجعل الأولاد في حالة تشتت دائم ،، فطريقة التعامل في المواقف وردود الافعال السلبية كاتهجم في الألفاظ على الاولاد واتهامهم بالأنحلال أو ما شابه……….
الاستبداد من صور العقوق أيضا إظهار الأباء أنهم يملكون الحق الأوحد وأن الأبناء دائما على خطأ،،،
ومن أخطر هذا الاستبداد هو أخذ قرار بتزويج الفتاة دون رضاها ، فهذا اشد انواع العقوق….
ومن مظاهر العقوق ايضا إهتمام رب الأسرة بجلب المال وترك اولاده وزوجته للمجهول،، ويستقر في الغربة تارك
مسؤولياته للزوجة ….ومن الناس من أضاع ابنائه بسفره الغير مدروس وربما ضاعت زوجته ايضا…
وايضا من مظاهر العقوق .عدم اختيار أم صالحة او اب صالح ،،، وعدم تعليم الاولاد تعاليم الدين وتعاليم الصلاة…..
لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليعن ولده على بره) ، وإلا سيحاسب على عقوقه لولده
كما سيحاسب ولده على عقوقه….
فعقوق الأباء للأبناء أنتكاسة للفطرة فلذلك أقول أن جينات الأم كأم تغيرت وجينات الأب كأب تغيرت أيضا…..
وإليكم ما قالته الداعية الأسلامية الدكتورة عبلة الكحلاوي: أن ظلم الأب والأم للأبناء في هذا الزمن شلالات نار وآلام لها صدى تؤثر على نمو اولادهم وتفكيرهم وتعد تقصيرا في إعدادهم وهذا ما يعرف بعقوق الآباء ……
وتجسدت أسباب العقوق في هذه القصة التي سأرويها عليكم….،،،،
جاء رجل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يشكوا إليه عقوق أبنه فأحضر عمر رضي الله عنه إبنه وأنبه على عقوقه لأبيه فقال الأبن: يا أمير المؤمنين أليس للولد حقوق على أبيه ؟ قال: بلى ، قال: فما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: أن ينتقي امه ، ويحسن إسمه، ويعلمه الكتاب ( القرآن ) …
فقال الأبن : يا أمير المؤمنين إنه لم يفعل شيئا من ذلك: أما أمي فإنها زوجة كانت لمجوسي وقد سماني جعلا ( جعرانا) ، ولم يعلمني من الكتاب حرفا واحدا، …
فإلتفت أمير المؤمنين إلى الرجل وقال له: أجئت إلي تشكو عقوق إبنك وقد عققته قبل أن يعقك، وأسأت إليه قبل أن يسئ إليك…….
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه يقول القول الحكيم : ( كلكم راع ، ومسؤول عن رعيته ،
فلإمام راع ومسؤول عن رعيته، والمرأه في بيت زوجها راعية، وهي مسؤولة عن رعيتها،، والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته )
فللولد عل ابيه حق المأكل والمشرب وان يزوجه وأن يعالجه فيجب على كل اب أن يفعل ماهو واجب إتجاه أبنائه ، وعلى كل ام ان تحنوا على اولادها وان تسقيهم حبها وعطفها وحنانها ، وحتى تندثر هذه الحالة من مجتمعاتنا ، يجب أن تحل كالآتي:
توعية النشأ الصغير منذ الصغر في المدارس والجوامع..، فالولد سيصبح أبا والبنت ستصبح أما ، فلو تعرف هذا الجيل على مسؤولياته منذ الصغر ،، وتنمية الأبوه والأمومة الصحيحة بداخلهم ، سينشأ أجيال لايوجد فيها أي نوع من أنواع العقوق، سنصنع مجتمع صالح محترم يعرف ويفهم تعاليم دينه جيدا، وبذلك تتلاشى حالة العقوق المتفحلة في مجتمعنا…
وهذه التوعية مسؤولية كل من علماء الدين وعاماء النفس والإجتماع ،،
وهذه هو حل المشكلة من الجذور….
ويبقى سؤال مهم جدا: ماذا نفعل في الوضع الحالي ؟؟؟ ،،، فالولد أصبح أبا ، والأم أصبحت أما، دون التوعية اللازمة وبالفطرة فقط، ولكن كما قلنا أن هذه الفطرة أصبحت معاقة عند بعض البشر ، لاسباب كثرة وأساسها التربية من الأساس الغير سليمة ، والبيئة المهزوزة ، وعدم الوعي الديني….
واقول لكل أب ولكل أم إتقوا الله في اولادكم ولكل زرع حصاد ، ولكل ابن وإبنه راعوا الله في آبائكم وأمهاتكم..، وتحملوا قسوتهم وظلمهم حتى يبارك الله لكم انتم في ابنائكم ،
من اسباب العقوق أيضا ضرب الزوج لزوجته أمام اولاده
ماذا اقترف هؤلاء الاباء حتى يفعل بهم ابنائهم ذلك وتحتها ؟مبالغة…..والتشاور… كالتهجم….. وعلماء…كثيرة…..وصانا …فيه…فجهاد
ونفعل كما وصنا الله سبحانه تعالى في قوله الكريم ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين آحسانا، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أوف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما، وأخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب إرحمهما كما ربياني صغيرا )
فلا يوجد احبائي سطرا واحدا في شريعتنا الاسلامية ينص على عقوق الابناء للأباء أو معاقبة الابناء للآباء ،،
وإذا استحال الحديث بين الأب وإبنه والأم وآبنها ، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، فيأخذوا هدنة من بعضهم حتى يستطيعوا الرجوع واستمرار الحياة ،
ويترك هنا الجزاء والعقاب لله سبحانه وتعالى …
واعتقد ذلك هو الحل الامثل حتى لانقع في مسألة العقوق…..
ويجب على الأنسان أن يجاهد نفسه في كثيرا ، ويحاسب نفسه دائما،، ويساعد نفسه على إرضاء الله سبحانه وتعالى ، فجاد النفس أقوى أنواع الجهاد وثوابها كبير عند الله…..، ولا نترك انفسنا للشيطان فإنه عدو لنا…..
إدفعوا بالخير تجدوه وإزرعوا خير تحصدوا خير بإذن الله…..
فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: كونوا دعاة إلى الله
وأنتم صامتون ،
قيل: وكيف ذلك؟
قال: بأخلاقكم….
رئيسة قسم صحتك بالدنيا / نهى على