شعر وحكاياتعام
صفحة تائهة
عزة عز الدين
منذ قليل كنت في الممشى، ذلك الطريق الضيق الساحر الذي أصل في نهايته إلى لقاء أنشده بين الحين والآخر، لقائي بالبحر، وعلى جانب الممشى تجلت باقات الزهور العطرة بألوانها الساحرة تسر الناظرين، وعطرها الأخاذ تحمله النسائم لتنعش به الأجواء من حولي، وعلى الجانب الآخر أشجار البوانسيانا بورودها الزاهية التي كانت يوما أيقونة لحديثنا، ويحلق من فوقي في فضاء قريب طائر يشدو انشودة عشق حالمة ويحمل في قلبه سلام العالم كله، كنت أبطئ الخطى تارة لأنتشي بهذا الجمال، ثم أسرع تارة أخرى حتى أصل للجمال الآخر وأستعد لحوار حتما سيدور بيننا فهذه عادتنا، بيننا مناجاة متكرره عند كل لقاء، يقاسمني بعض أسراره وأبوح له بكل أسراري وتساؤلاتي، أخبره عن أي منعطف جديد صادفني وكأني أجدد معه صفقة دائما كنت فيها الرابحة، فقدرته على الاحتواء وجبر الخواطر لا يضاهيها قدرة.
وصلت الى نهاية الممشى الذي طالما دارت عليه في ذاكرتي حكايات وخيالات وتساؤلات،
وعند نقطة النهاية كانت بداية الشاطئ، سرت على الرمال الناعمة تغوص فيه قدماي فتترك أثرا يذكرني بتلك النتوء التي أصابت خاطري فأوجعته، وقفت قليلا أتأمل البراح ووددت لو أحتويه بذراعي.
حين وصلت إلى البحر نطقت كل جوارحي سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
يامن خلقت البر والبحر والأنهار والمحيطات، يامن خلقت السموات والأرض والشمس والقمر، يامن خلقت الجبال رواسي شامخات، يامن خلقت الطير تحلق في سمائك وتسبح بحمدك،
طمئن قلبي على قطعة من روحي لا أقوى على الحياة الا بنورها وعافيتها وسعادتها، أزحت بهذا الدعاء هما ثقيلا على نفسي فهدأت سريرتي واطمأنت روحي وكلي يقين(بإذن الله) من قرب الاجابة.
تقدمت لأول الشاطئ بللت أطرافي وتمنيت لو أمسك بخيوط الشمس الذهبية التي افترشت سطحه فأغزل منها قصيدة حب ناطقة،
ثم داعبت أناملي سطحه اللامع فتناثرت رذاذات باردة لامست وجهي فابتسمت وبدأت المناجاة.
يا بحري
أبحث فيك عن صفحة تائهة علها اختبأت بين ذراتك السائلة ورمالك الصلبة وأصدافك الغامضة، أبحث عنها فيك فقد كنت شاهدا عليها وضيفك النورس الأبيض، أبحث عنها فيك علها باتت سرا من أسرارك العميقة، أبحث عنها فيك فقد اشتقت لها، اشتقت لسطورها وحروفها وصورها، نعم اشتقت لكل تفاصيلها. ياااابحري
فإن وجدتها انقش عليها اطلالة للفردوس في الأرض، وذكرها بجمال الواحة، ثم اكتب فيها السطر الأخير كما تراه أنت.
والسلام على من استودع قلبه لله.
صفحة تائهة
منذ قليل كنت في الممشى، ذلك الطريق الضيق الساحر الذي أصل في نهايته إلى لقاء أنشده بين الحين والآخر، لقائي بالبحر، وعلى جانب الممشى تجلت باقات الزهور العطرة بألوانها الساحرة تسر الناظرين، وعطرها الأخاذ تحمله النسائم لتنعش به الأجواء من حولي، وعلى الجانب الآخر أشجار البوانسيانا بورودها الزاهية التي كانت يوما أيقونة لحديثنا، ويحلق من فوقي في فضاء قريب طائر يشدو انشودة عشق حالمة ويحمل في قلبه سلام العالم كله، كنت أبطئ الخطى تارة لأنتشي بهذا الجمال، ثم أسرع تارة أخرى حتى أصل للجمال الآخر وأستعد لحوار حتما سيدور بيننا فهذه عادتنا، بيننا مناجاة متكرره عند كل لقاء، يقاسمني بعض أسراره وأبوح له بكل أسراري وتساؤلاتي، أخبره عن أي منعطف جديد صادفني وكأني أجدد معه صفقة دائما كنت فيها الرابحة، فقدرته على الاحتواء وجبر الخواطر لا يضاهيها قدرة.
وصلت الى نهاية الممشى الذي طالما دارت عليه في ذاكرتي حكايات وخيالات وتساؤلات،
وعند نقطة النهاية كانت بداية الشاطئ، سرت على الرمال الناعمة تغوص فيه قدماي فتترك أثرا يذكرني بتلك النتوء التي أصابت خاطري فأوجعته، وقفت قليلا أتأمل البراح ووددت لو أحتويه بذراعي.
حين وصلت إلى البحر نطقت كل جوارحي سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
يامن خلقت البر والبحر والأنهار والمحيطات، يامن خلقت السموات والأرض والشمس والقمر، يامن خلقت الجبال رواسي شامخات، يامن خلقت الطير تحلق في سمائك وتسبح بحمدك،
طمئن قلبي على قطعة من روحي لا أقوى على الحياة الا بنورها وعافيتها وسعادتها، أزحت بهذا الدعاء هما ثقيلا على نفسي فهدأت سريرتي واطمأنت روحي وكلي يقين(بإذن الله) من قرب الاجابة.
تقدمت لأول الشاطئ بللت أطرافي وتمنيت لو أمسك بخيوط الشمس الذهبية التي افترشت سطحه فأغزل منها قصيدة حب ناطقة،
ثم داعبت أناملي سطحه اللامع فتناثرت رذاذات باردة لامست وجهي فابتسمت وبدأت المناجاة.
يا بحري
أبحث فيك عن صفحة تائهة علها اختبأت بين ذراتك السائلة ورمالك الصلبة وأصدافك الغامضة، أبحث عنها فيك فقد كنت شاهدا عليها وضيفك النورس الأبيض، أبحث عنها فيك علها باتت سرا من أسرارك العميقة، أبحث عنها فيك فقد اشتقت لها، اشتقت لسطورها وحروفها وصورها، نعم اشتقت لكل تفاصيلها. ياااابحري
فإن وجدتها انقش عليها اطلالة للفردوس في الأرض، وذكرها بجمال الواحة، ثم اكتب فيها السطر الأخير كما تراه أنت.
والسلام على من استودع قلبه لله.
مدير قسم الأدب و الشعر
علا السنجري