عاممقالات

رواية الأفيون وتغيب العقول

رواية الأفيون وتغيب العقول


بقلم / هبة سلطان 

رواية الأفيون للكاتب والمفكر” د/مصطفى محمود” الذي أثرى ساحة الفكر والعلم، وتميز قلمه بالجرأة، تطرقه لموضوعات لم تطرح من قبل، وجاءت رواية الأفيون التي كتبها عام١٩٦٤، وقد كتبت الرواية قبل الهزيمة بثلاث سنوات، لما كان يعانيه المجتمع من الشعور بالاغتراب والشعور غيبوبة ، أفاق منها على الهزيمة. 


أجواء الرواية 

تدور الرواية حول عائلة الشيخ عبد المقصود الهادي المهدي، وكيف كان طالبا نجيبا في كلية الحقوق، وأحلامه في أن يصبح محاميا، ولكن بعد أن سقط أبوه مشلولا، سقطت أحلام عبد المقصود، وغرق في بحر الكتب الصفراء التي أخذته إلى عالم آخر، وكأنه هروب من الواقع، وتسلل وعشش الجهل العقول بدلا من المعرفة والجهل، وكأن علم الجهل عالم آخر وراء عالمنا، يتحكم فينا، ولكننا لا ندري أين المفر؟ 

أقرا أيضآ:

الكتابة والرسم شفاء للنفس

الدراما التركية والهندية وإثارة غرائز الشباب

أسواق النخاسة وبيع العقول

 سوق النخاسة يباع ويشتري فيها كل شئ بأبخس الأثمان، ويا للعجب عندما تكون البضاعة المعروضة هي العقل. فعندما يضيع العقل فلا سبيل لإصلاح أي شئ. دخلت الكهرباء المنازل واضاءة الشوارع، ومازال هناك اناس لم يدخل النور الي عقولهم، فعشش الظلام، وحل الجهل مكان العلم. 


رواية الأفيون وتغيب العقول

إنهم أناس يتاجرون بسلعة ألا وهي غياب العقل. تجار الأفيون والمغيبات والمكيفات لم يفرقوا شيئا عن عطار الأوهام والاحلام بالجمله والقطاعي. فالكل يبيع الكيف. البائع لعقله خسران، والمشتري كسبان، وهي حالة تختلف عن بيع وشراء أي شئ آخر لأنها سلعة ليست للبيع. 


وهذا ما يطرحه د/ مصطفي محمود في روايته الأفيون، وهي قضية من أهم القضايا التي ندركها جميعا ولكننا نجهلها لأننا نريد أن نصدق ان علاج مشاكلنا الوحيد هو الإيمان بالمغيبات اي كان نوعها، لنستيقظ على مشاكل اكبر واكبر. 

أقرا أيضآ:

نور عبد المجيد لاسكالا

لندرك أن الجهل هو الآفة الكبرى لجميع مشاكلنا، ولم نكتفي ان نكون جهلاء بل نصدره للآخرين. فنؤمن به نجري خلفه، مثل المدمن الذي يجري خلف مخدرة. 


وقد نجح د/ مصطفي محمود في اختيار تسمية روايته الأفيون. فالجهل هو الأفيون. ولا عزاء للمغيبين.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock