بقلم المستشارة فاطمة الدربي
بداية طريق العطاء هو حب النفس فمن أحب نفسه أحب غيره ومن أحب نفسه لم يرضى لها بالدون بل اختار العلا، ألا ترى أن الأباء يحرصون على الأفضل لأبنائهم ويمنعونهم عن الكثير من الأشياء لأنهم يحبونهم ويريدون لهم الخير، أنت كذلك إذا أحببت نفسك لن ترضى لها إلا بمعالي الأمور ومعالي الأخلاق ولن تعطي إلا بعطاء مجز يليق بك وبوطنك.
بالحب يسهل العطاء، والحب يبدأ بحب النفس فمتى أحب الإنسان نفسه وسامحها وأعطاها احتياجاتها وسد رغباتها يكون أكثر قدرة على حب الوطن وحب الآخرين وعطائهم، فالعطاء يبدأ بالنفس في سد احتياجاتها المادية والعاطفية ومسامحتها والرضى عنها وتقبلها كما هي ثم يتدرج الإنسان في عطائه فيكون لمجتمعه ولبقية الناس فهذا ماذكر في الحديث “ابدأ بنفسك وبمن تعول”.
انظر لعملك على أنه عطاء اهتم وتمتع به على أنه فرصة للعطاء وتقديم خدمة للناس والمجتمع والعالم ولتشعر أنك مهم فيه وأن بإمكانك أن تصنع الفرق وتفيد وتساهم فيه ، عليك أن تصنع التغيير وأن تعمل ما تحبه فيه أو أن تحب ما تعمله ، وتعتبر كل لحظة في عملك على أنها عطاء لوطنك ونفسك ومجتمعك، ولا تنظر لما يقدمه لك العمل بل إلى ما أنت تستطيع إعطاءه وتقديمه، فمتى فكرت بالعطاء وعملت عليه فإن العطايا والهبات والسعادة ستأتيك من كل مكان.
هناك أناس حاولوا إعطاء المجتمع والعالم والتغيير فيه وبعد فتره أفل نجمهم، لم يشعروا بالتقدير فقلت أعمالهم تدريجيا لذلك أنت أعط لأنك معطاء، أعط دون انتظار المقابل واجعل دافعك ذاتيا ومن قيمك فأنت تعمل ولو لم يقدر الناس عملك، فالفرق بين الناجحين وغيرهم هو الفعل والعمل، فالعطاء والنجاح صعب وإذا أردت أن تنجح عليك أن تقرر، تدفع الثمن ثم تنجح، دفع الثمن ربما بالجهد أو المال أو سماع الإنتقادات . فالبعطاء إما أن تكون مع القلة التي تعمل أو الكثرة التي تتكلم فأختر مع أيهم تكون. والعطاء بنوعيته لا بكثرته والعاقل من يفكر في كيف يكون عطاؤه أكبر تأثيرا وأبلغ.
في العطاء أنت المستفيد الأول والأخير، يقول الله تعالى: “أن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها” فمن أحسن وأعطى فقد أحسن وأعطى لنفسة ومن أساء الفعل فقد أساء لنفسه.
همسات في العطاء:
– مقولة جبران خليل جبران “لا قيمة لعطاءك إن لم يكن جزءا من ذاتك