كتبت/ فاطمة عبدالحميد
ساعة اليد إكسسوار رئيسي وأساسي الآن لكل من الجنسين رجال وسيدات، إلى جانب فائدتها في معرفة التوقيت، ارتدائها في اليد اليسرى هو الوضع السائد والمتعارف عليه منذ بداية ظهورها، فأصبحنا نرتديها كما وجدناها ولم نفكر خلف السبب في تعميم تلك القاعدة، لذا سوف نرصد إليكم عدة أسباب يمكن أن تكمن خلف إختيار اليد اليسرى بالأخص دون اليمنى لإرتداء الساعة.
وللوصول إلى تلك الأسباب توجب علينا أولاً معرفة بداية ظهور ساعات اليد، فوجدنا أنها اختُرعت خلال القرن الخامس عشر وذلك مع اختراع النابض، حيث لم يكن ذلك ممكنًا قبل وجوده، في عام 1868 اخترع “باتيك فيليب” ساعة محمولة والتي كان القصد منها أن تكون إسورة نسائية كمجوهرات، لذلك لم يرتديها الرجال.
إلى أن طلب طيار في عام 1904 من “لويس كارتييه” صانع الساعات المعروف بأن يصمم ساعة له ليستخدمها في رحلاته الجوية، فاخترع ساعة سانتوس وهي أول ساعة يد للرجال، وقد تم تصميمها لتكون عملية.
إقرأ المزيد أصحاب الذكاء الحاد
وأصبحت لهذه الساعات شعبية خلال الحرب العالمية الأولى، كونها تُستخدم بسهولة على عكس ساعات الجيب.
فكان الهدف الرئيسي لتصميم الساعات أن تصبح أدوات عملية للاستخدام خلال فترة العمل، فكان من الأفضل أن يتم تصميمها لليد اليسرى، حيث المعظم يستخدم يده اليمنى، فيكون من السهل حمل السلاح فيها، والنظر إلى الساعة لمعرفة الوقت.
وجاء تصميم الساعات الأولى حيث يتم ارتداؤها في اليد اليسرى مع مقبض لف العقارب إلى الخارج، فيكون من السهل على الشخص تدوير تلك العقارب باستخدام اليد اليمنى، وهناك سبب آخر لارتداء الساعة في اليد اليسرى فهي لن تتعرض للتلف والخراب بسهولة، حيث إننا نستخدم اليد اليمنى لمعظم الأعمال، فإن قمت بارتداء الساعة في اليد اليمنى فقد ينتهي الأمر بتحطمها كونك تعتمد عليها في أداء الكثير من الأمور.
ورغم ذكر تلك الأسباب إلا أنه يمكن أن يكون ارتداء الساعة في اليد اليسرى لا علاقة له بها ، إنما وفقًا لرغبات مخترعيها الأوائل، وبغض النظر عن السبب فيرتدي الناس الساعة في اليد التي يجدونها أكثر راحة، فالعاملون في مجال البناء والأطباء وغيرهم يرتدون الساعات في اليد اليسرى، وقد يجد البعض اليد اليمنى الأنسب لهم، حيث توجد ساعات مصممة خصيصًا لها، كما أن الساعات الحديثة لا تحتاج لتدوير العقارب، ما جعلها سهلة في اللبس في أي من اليدين. أنا عن الجانب الديني في حكم إرتداء الساعة في اليد اليسرى، قال الإمام “محمد ناصر الدين الألباني” -رحمه الله- عندما سئل عن حكم لبس الساعة في اليد اليسرى، وهل فيها تشبه بالكفار؟ بأن لا تشبه بالكفار في ذلك، لكن يجب أن تُتبع قاعدة أخرى وهي “خالفوا المشركين”.