أدم وحواءعام

ضاع الملاذ الأخير


ضاع الملاذ الأخير


بقلم: لمّيا مصطفى 

حين يخبو الأمل وتحتل الهواجس العقل والنفس فأين إذن يحتمى؟ والى من؟ وحين تضطّرم الأحاسيس كموج البحر فماذا إذن تخلف ورائها!


إنها أفكار وصور الماضي تتزاحم أمام عينيها فلا تملك غير تساقط دموعها على صفحات تؤنسها فى وحشة الليل وتنظر الى السماء وتبدأ فى سرد الأمانى واحده تلو الأخرى،ولكن أهذه أمانى حقاً أم هروب !


في الحقيقة هو الهروب إلى قلب أتشّارك معه السهر لنغّزل سوياً خيوط الصباح نتسامر فى ذكريات الطفولة حين كان القلب فتياً،ثم يسود المجلس الصمت وتتعالى أصوات بداخلها وأسألها أين هو؟ فتخبرني كان هنا طيف رجلٍ نحيا سوياً شريكان فى كل شيئ إلا عقلى وقلبى فلم يستطع الفوز بهم مع أنهم كانوا ملكاً له ولكنه لم يعيرّهم أي اهتمام،لا ألومه فهو يرى الأشياء من الخارج لكننى أرى كل الدنيا من الداخل أتعمق في كل شيئ

أنظر الى ما وراء الأفعال،الحسابات تختلف،والمنطق يسير فى اتجاهين متقاطعين ولكن يجب أن تكتمل المسيرة حتى النهاية ،إنني لا ألوم نفسي أتمنى أن أصبح بلهاء،إمرأه عاديه،سطحيه فمثل هؤلاء هم من ينعمون بالدنيا،لا أخفيك سراً كنت أنتظر أن يقرأ جزء مما بداخلى،كنت أنتظر أن يربت على تكفى أو أضع رأسي على كتفيه وأتحدث،ولكن هل تتوقعي أنه سيفهم،سيشعر! لذلك لا تلومى إن وجدتى تناقض لأنه لن يتغير لذا إما أن تبتعدى فى هدوء وإما أن تعيشي بدون قلب وحاذري أن تفكرى بعقلك وحاولى أن تستغنى عن حضن كنت تنشدين فيه سكينة الروح،إذن أنتِ على استحياء تريدين أن تخبريني أنه قد ضاع الملاذ الأخير؟ نعم إن فينا من يولد ويعيش ويموت ولَم يجد هذا الحضن الذى يحتويه ومنا من يعيش ولا يعلمه ولَم يتعلمه ومحظوظون من وجدوه فباتت الدنيا فى أحضان أحبائهم نعيماً مقيما،ولِما اليأس إننا نستطيع أن نعثر عليه وبكل سهو

أتدرين كيف؟ حين تقتّربي من مجموعة من الزهور وتميلي عليهم وتتحسسى رقتها ولونها وترى عينيك جمال خلق الله فيها وحين توزعي على أطفال قابلتّيهم بالصدفة بعض أشياء يحبونها دائما تحرصي على حملها فى حقيبتك وترى فى عينيهم فرحه ممزوجة بخجل وفيها مسحة من شكر وامتنان فتبتّسمى إنها إبتسامة سرور نفسٍ ورضا روح وحين تربتى أنتِ على أحد لتواسّيه وتشّدي من أزره،أي إبحثى وفتشي عن السعادة لتشعري أن الدنيا كلها تحتضنك ولا تقولى ثانية ضاع الملاذ الأخير.








مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock