كتبت / غادة عبدالله
وقع الاختيار على الايزيدية العراقية والناشطة الحقوقية “نادية مراد” ، التي أطلقت حملات ضد الاغتصاب والاسترقاق الجنسي أثناء الحرب على تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية، على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع “دنيس مكويغي”، طبيب النساء والتوليد الكونغولي.
فازت “نادية مراد” بهذه الجائزة العالمية الرفيعة بعد نجاحها في تجاوز فاجعة السقوط بين أنياب الإرهابيين وفك قيود سبيها بمفردها، وعادت من الاسترقاق والموت هربا لتستمر في حياتها تدافع عن الضحايا من النساء وتقدم صورة حقيقية عما تعانيه الفتيات البريئات اللائي وقعن بين أنياب تنظيم داعش، حيث هزت كل من ينبض بمشاعر الإنسانية في العالم.
حيث بلغ عدد الأفراد والمنظمات التي رُشحت للفوز بجائزة نوبل هذا العام حوالي 331 شخصا ومنظمة.
وقد أُعلن منح جائزة نوبل للسلام لهذا العام في العاصمة السويدية أوسلو لأصحاب “الجهود التي استهدفت القضاء على استخدام العنف الجنسي كسلاح في الحروب”، وفقا لرئيسة لجنة نوبل للسلام بيريت ريس-أندرسن.
حيث جاء أسم “نادية مراد” و”دنيس مكويغي” ومساهمتهم بشكل كبير في لفت أنظار العالم إلى جرائم الحرب من هذا النوع ومكافحتها”.
ومن المقرر أن تقام حفل في أوسلو يوم العاشر من ديسمبر المقبل، لمنحهم الجائزة التي تقدر بتسعة ملايين كرونة سويدية “مليون دولار” .
ويذكر أن قد تعرضت “نادية مراد” للتعذيب والاغتصاب على أيدي مسلحين من التنظيم المتشدد، لكنها أصبحت بعد ذلك واجهة للحملات التي تنادي بالحرية للإيزيديين.
فقد مرت نادية بتجربة قاسية بعد أن خضعت لمعاملة الرقيق من قبل مسلحين من تنظيم الدولة لعدة أشهر، وكونها سبية لديهم، تم بيع نادية وشراؤها عدة مرات، كما تعرضت لانتهاكات جنسية وجسدية أثناء احتجازها.
وبعد نجاحها في الفرار من أيدي المسلحين في نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، بدأت في العمل كناشطة للدفاع عن حقوق الإيزديين مستهدفة القضاء على الإتجار بالبشر ومطالبة العالم باتخاذ موقف صارم ضد استخدام الاغتصاب كسلاح حرب.
وفازت نادية بجائزة فاتسلاف هافيل لحقوق الإنسان من المجلس الأوروبي في 2016، كما طالبت بالتحقيق في جرائم حرب تنظيم الدولة أمام المحكمة الجنائية الدولية في خطابها في ستراسبورغ في فرنسا أثناء تسلم الجائزة.
وفي سبتمبر / أيلول عام 2016 عينتها الأمم المتحدة سفيرة للنوايا الحسنة في مجال مكافحة المخدرات والجريمة، وقالت المنظمة الأممية إن تعيينها هو “الأول من نوعه لواحدة من الناجيات من تلك الفظائع” التي شهدها العراق.
ونجح الطبيب “دنيس مكويغي “ مع فريق من زملائه في علاج عشرات الآلاف من ضحايا الاغتصاب والعنف الجنسي.
وقد قضى مكويغي عقودا في مساعدة ضحايا الاغتصاب في جمهورية الكونغو الديمقراطية التي مزقتها الحروب.
وتقول محررة الشؤون الإفريقية في بي بي سي العالمية إن المستشفى التي أنشأها مكويغي قبل 20 عاما عالجت أكثر من 70 ألف امرأة من ضحايا الاغتصاب والعنف الجنسي.
ومنح مكويغي عدة جوائز عالمية، من بينها جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عام 2008، كما اختير كرجل العام في أفريقيا 2009.
ويعيش الطبيب الكونغولي في الوقت الحالي تحت حماية قوات الحفظ السلام في المستشفى التي يعمل بها. كما طالب الفائز بنوبل للسلام بعقوبات أكثر صرامة للاغتصاب كسلاح يستخدم في الحروب.