مجلة سحر الحياة
الزواج آية من آيات الله عز وجل , شرعه الله سبحانه وتعالى لإبقاء النسل واستمرار الجنس البشري , وجعل الزواج مودة ورحمة وسلسلة من القوانين التي ترتب الحياة الزوجية التي هي في الأصل تبنى على مجموعة حقوق وواجبات تنظم ذلك الكيان الذي يسمى الأسرة , والأسرة لبنة المجتمع وبذرته التي يجب أن تكون سليمة جدا ليتكون على إثرها مجتمع سليم .
والأسرة تتكون من رجل وامرأة او بالأدق ذكر وأنثى وقد خلق الله فيهما شهوة الجنس واشتهاء الآخر والحاجة إليه تلك الشهوة خلقها الله في آدم عليه السلام فاحتاج إلى حواء التي خلقها له من ضلعه بجوار قلبه فهي حبيبته وأنيسته وما زالت حواء عبر العصور تأسر الرجل بجمالها وتسحره بجسدها خلق الله فيه الشهوة وفيها واستمرت الحياة وتوالت العصور لكن النظرة للمتعه الجنسبة اختلفت عبر العصور وتباينت بين الانفتاح والانغلاق وجاءت الأديان لتحكم الشهوة وتقننها وتضع لها شروطا ومنهجا بل وتلجمها فهي أحيانا تجمح كالوحش الكاسر وتحتاج الى من يلجمه .
“” الرغبة الجنسيه عند المرأة والرجل
يشتهر عن الرجل تفوقه عن المرأة في قوة الرغبة وشدتها والحاجة الدائمة لها ورغم أن هناك دراسات أثبتت عكس ذلك وهذا نتيجة أن رغبة المرأة تتغير حسب عمرها وأحيانا تتغير من امرأة إلى أخرى ولهذا فإن القاعدة هنا هي اللاقاعدة فلن نستطيع أن نعرف هل المرأة أشد أم الرجل أشد في الرغبة فلكل امرأة خريطتها العمرية والجسدية بل ان المرأة الواحدة تختلف خريطتها من وقت إلى آخر إذن فالمرأة والرجل لديهما ما يسمى الرغبة الجنسبة مهما كانت هناك من اختلافات او فروقات .
“المراهقة والرغبة الجنسية .
المراهقة هي الفترة التي يتحول فيها الطفل والطفلة الي رجل سوي كامل او امرأة كاملة والكمال هنا هو القدرة الإنجابية وهذه القدرة يدركها الرجل الصغير أو ما يسمى مراهق في هذه الفترة حيث تشتد شهوته ولا يستطع إفراغها فيلجأ إلى مفرغات الشهوة مثل العادة السرية وقد تمارسها الفتاة لتعرضها لنفس الضغوط الجنسبة التي تعرض لها الشاب وهنا تكمن المشكلة التي ربما تتفرع إلى مشاكل دينية وصحية ونفسية شديدة جدا .
اذن والملاحظ هنا ان الفتاة تقاوم الشهوة بالانشغال عنها أو تستسلم لها فتقع في رذيلة مثل العادة السرية التي قد تكون وطأتها أشد على الشاب والفتاة من وطأة السقوط في علاقات محرمة .
لكن المراهقة هي فترة عصيبة جدا على الشاب والفتاة وذلك لتكون الرغبة والشهوة وقلة التنفيث عنها
وفي المجمل ففي هذه المرحلة يتفوق الشاب على الفتاة من حيث شدة وطأة الرغبة عليه فهو بحاجة أكثر إلى التنفيس الذي قد يكون على هيئة احتلام مثلا وهذا له دورصحي في تخفيف وطأة الشهوة وله أحكامه الدينية من غسل وغيره يجب علينا تدريس الصغار تلك الأحكام جيدا
” الزواج وبداية الحياة الجنسية .
كبر الشاب والفتاة وتزوجوا وجاء ذلك اليوم الذي حلموا به كثيرا .
خططوا لكل شيء إلا الحياة الزوجية التي هي عماد الزواج وبدونها قد يفقد الزواج أعمدته وتتحول العلاقة إلى أي شئ آخر لكنه ليس زواجا
المرأة عبر التاريخ سجنت نفسها في رغبة الرجل ونسي الرجل رغبتها وأصبحت وعاء يحتويه فقط هو وأولاده .
أصبحت المشكلات الزوجية التي لها ظلال جنسية بمثابة بركان خامد ينتظر يوم الانفجار الذي يفضي إلى الطلاق والانفصال , والأسباب هي عبارة عن تراكمات ثقافية وخبرات خاطئة تبنى في عقل المرأة والرجل فتنتج علاقة فاشلة او علاقة غير مكتملة الأطراف فما هي المشكلات التي تتعرض لها المرأة نتيجة تلك التراكمات وتواجهها وعلى الأغلب ترفض وتتهرب من إصلاحها او علاجها ونجد التي ترفض مواجهتها من الأصل لكنها تؤدي إلى طريقين لا ثالث لهما إما الطلاق الحقيقي وضياع الأسرة او الطلاق الصامت وأيضا ضياع أشد للأسرة .
,”مشكلات الرغبة الجنسية عند المرأة .
تنقسم إلى أكثر من مشكلة منها
“ضعف الرغبة عند المرأة
“ضعف الرغبة عند الرجل
” انفصال العاطفة عن العلاقة الجنسية
” الجهل التام برغبات المرأة
“بعض الرغبات الجنسية الشاذة
١- ضعف الرغبة عند المرأة .
عندما تعاني المرأة من الضعف في الرغبة الجنسية فقد يكون ذلك بسبب اختلالات هرمونية معينة في زيادة هرمون البرولاكتين المسؤول عن إدرار اللبن في ثدي الأم يؤدي إلى الضعف الشديد في تلك الرغبة وتتعرض المرأة لارتفاع الهرمون في أوقات معينة أثناء الحمل والرضاعة وهذا يؤدي إلى أنها لن تشعر بلذة العلاقة كاملة أو قد تفقد اللذة بشكل كامل لكن لذة المرأة بها أشياء أخرى تعويضية تجعلها تمارس الحياة الزوجية بشكل كامل وكأنها لا ينقصها شئ فرغبتها بإسعاد الزوج ورؤيته وهو يستمتع قد يمنحها الكثير من شعور المتعة وأيضا تفكيرها في الحمل في حد ذاته يمتعها وأنها تحمل بذرة الحب في رحمها وتنتظر قدومه كل هذا يطلق في المرأة مشاعر المتعة التي قد تفوق متعتها الجنسبة المشكله هنا تكمن في أن الرجل هنا تعود الأخذ فقط دون النظر والانتباه لحاجات الشريك فالحياة الجنسبة تقوم علي التجربة والتكرار ومحاولة كل طرف إلى تفهم خريطة الطرف الآخر وعندما توجد الرغبة في التفهم يحدث التوافق الجنسي التام الذي جاء نتيجة تراكم الخبرة , الرجل هنا تراكمت لديه أن زوجته تسعده فقط فلا يبحث إلا عن خريطة نفسه ولا ينظر إليها أنها إنسان له رغبه وربما لا تقضي وطرها فتقع فريسة الرغبة الجامحة , هو ينظر على أنها لا رغبة لها فهي خلقت لتفريغ شهواته فقط .
فلا يبحث أين ولا كيف يمتع زوجته اعتاد هو علي الزوجة الضعيفة الرغبة التي ربما بل من المؤكد إنها ستتغير رغبتها وتشتد عبر الأيام وعبر تغير الهرموني في جسدها بل إن رغبة المرأة تتغير من يوم ليوم في الشهر الواحد فاحيانا تخفت وتموت وأخرى تتأجج وتعلو وذلك في وقت التبويض من كل شهر وهذه أمور طبيعية خلق الله عليها الأنثى.
٢- ضعف الرغبة عند الرجل.
الرغبة الجنسية عند الرجل من أهم الأشياء التي يعتبرها مرادفا لفحولته رمزا للرجولة والقوة
ويختلف هذا باختلاف ثقافة كل مجتمع , الرجل ذو الرغبة الجامحة قد يضطر إلى الزواج من أكثر من زوجة ولهذا أحل الله التعدد لأنه حرم الزنا وكان في الماضي ملك اليمين من الجواري لكنه وإن لم ينته بالتحريم لكنه اندثر وانتهى بمشيئة من الله عز وجل فأحل الله التعدد لأنه عز وجل أعلم بخلقته فهناك فعلا رجال لا تستطيع زوجة واحدة تحمل طاقته الجنسية وهو لا يستطيع الصبر عليها أيام الحيض والنفاس فبدلا من الوقوع في المحرمات أحل الله له ما يتناسب مع ما منحه من قوة .
وإذا كانت رغبة الجنسية الضعيفة عند الرجل تفرز مشاكل أسرية ونفسية تفضي إلى الطلاق فعلى الجانب الآخر أيضا قد تكون القوة الزائدة تفضي إلى نفس المشكلات والطلاق , سمعنا مشاكل زوجات يعانين من تلك الرغبة العاليه التي تمنعهن عن ممارسة حياتهن وبيتهن ومن الحياة او الدراسة وهذا طبعا شئ ليس بالسهل , أما مشاكل المرأة التي تعاني من ضعف الرغبة فهي أشد وطأة فقد تقع الزوجة فريسة الحرمان الجنسي .
وأسباب الضعف عند الرجل كثيرة منها الضعف الناتج عن اختلالات هرمونية فيؤدي الي عدم رغبة الرجل تماما في المرأة ويفقده رجولته فلا يستطيع الممارسة ابدا مهما حاول .
وهناك الأسباب المرضية فقد تؤثر بعض الأمراض على الرجل مثل الضغط والسكر وضعف الاوردة والشرايين وجميع الامراض النفسية
تفقد الرجل الرغبة فيفقد القدرة تباعا ولا يملك ممارسة الجنس مع الزوجة
وهذه الامراض قد يسيطر عليها الأطباء عن طريق الأدوية ويقللون آثارها السلبية على الجنس
وهناك بعض الأدوية التي تقتل الرغبة وبالتالي القدرة عند الرجل مثل أدوية الأمراض النفسية والعصبية وبعض ادوية الكبد وايضا يحاول الأطباء بالتعويض بأدوية أخرى تجعل الأمور أفضل .
لكن هناك بعض الرجال لا يهتمون تماما بالشريك فإذا انعدمت رغبته لم يبحث عن علاج ويترك المشكلة تتفاقم حتي تصل إلي ذروتها حتى أن بعض الرجال يعتبر المرأة بلا شهوة فلا يهتم بالرغبة الجنسية إلا إذا كان بحاجة إليها هو أما لو لم يكن بحاجتها فلا يبحث عن حلول ابدا ولا يعتبر أن هذا نقص قد يؤذي المرأة , فرغبة المرأة عبر العصور اعتبرت أنها غير موجودة وأنه ليس من اللائق التحدث عنها .
إقرأ المذيد
عزيزتى الزوجة .. لحظة من فضلك
٣-انفصال العاطفة عن الحياة الجنسية
الحياة الجنسبة هي جسد وروح , قلب وجسد
عاطفة محسوسة وملموسة تدفع صاحبها إلى الاكتمال الروحي الجسدي وتداخل الروح عبر الجسد , فإذا لم تكن هناك عاطفة تغلف الجسد فهي علاقة تفريغ آلي تفقد كل معاني المتعة واللذة .
كثير من الأزواج يفتقدون إلى الحب والعاطفة لكنهم يمارسون حياتهم الزوجية بشكل إكلينيكي وكأنها إشباع غريزة حيوانية أراد الرجل إسكاتها وتفريغ شحنته الزائدة , وهنا تبقى المرأة على حافة الانهيار بين إحساسها أنها اداة تفريغ وبين استمرار تلك الحياة البغيضة وبين رفضها للعلاقة داخليا لكنها لا تجرؤ على رفضها فتمارسها وكأنها واجب بغيض وثقل على نفسها و ألم نفسي وجسدي
ولا أقول أن الرجل هنا سعيد هو أيضا بائس يبحث عن المتعة او اللذة فلا يجدها ولكنه يجد تفريغا للطاقة يتبعه شيء من الألم النفسي الشديد الممزوج بالندم والالم , وهناك بعض الرجال قليلي الحس والمشاعر فلا تجد عقولهم ولا قلوبهم يصلها من الاحساس شيئ تماما فاقدي الإتصال المعنوي فهؤلاء يستطيعون الممارسة الخالية من العاطفة ويجدون كامل اللذة والمتعة دون الشعور بأي نقص فهؤلاء لا يشعرون إلا بالجسد فقط وهم حالة خاصة لكنها موجودة ,
عدم وجود العاطفة بين الزوجين يولد النفور وهذا النفور يؤدي الي انهيار المودة والرحمة وهما عماد الحياة الزوجية التي لو انهارعمادها سقطت وضاعت السكينة والمودة وهنا لا نجد السكن الذي هو آية من آيات الله ومن آياته أن خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة .
٤- الجهل التام برغبات المرأة .
من الأسباب الهامة التي تؤدي إلى النفور وكره الزوجة للعلاقة هو عدم تفهم رغبتها فالمرأة أولا بحاجة الى الاحتواء من الشريك والارتكاز على خلفية عاطفية عالية قبل الممارسة فأغلب النساء لا يستطعن التفريق بين الحب والجنس فهما ممزوجان لديها في معيار واحد فإذا افتقد الحب والإهتمام ضاع الجنس وفقدت لذته .
وتحتاج المرأة إلى زوج يحاول الوصول بها إلى المتعة بمحاولات منه حثيثة واهتمام بإشباعها وليس إشباع نفسه فقط وتلك هي أبسط قواعد الواجبات التي نبه إليها الدين دون حياء فالحياء لا مكان له هنا في مجال الحقوق والواجبات ولا أدري لماذا اختلفت الأيام حتى اصبح الحديث الجنسي وكأنه من المحرمات على حين كانت النساء في العهد الإسلامي الأول لا تتحرج من البوح بكل ما يجتاح أنفسهن من مشاعر .
الزوجة هنا بحاجة إلى الزوج النظيف المهتم برائحته ومظهره بحاجة إلى الزوج الذي يصبر عليها ولا يهجرها الزوج الذي إن كان يعاني من عجز او قصور جنسي فهو يبحث ويهتم للعلاج لأنه يعلم أن لديه واجبات نحوها تحتاج إلى زوج يشعرهاأنها مثيرة ولا تنطفئ نار الشهوة والإثارة لديه بسبب الفتور والتعود تحتاج إلى جعل تلك العلاقة متنفسا حيويا لهما وهاما لديهما وخاصا جدا بهما فكلاهما لباس للآخر وكلاهما عمق لروح صاحبه يلقي فيه بنفسه ليتخفف من أعباء الحياة .
إقرأ المذيد
كيف تساعدون المراهق على التخلّص من مشكلتة العصبية ويحصل على هرمون السعادة ؟
٥- رغبات جنسية شاذة .
انتشرت في الآونة الأخيرة تلك الرغبات التي ربما كان مصدرها الكبت أو الفشل في العلاقات الجنسية
انتشر ما يسمى بالمثلية او الشذوذ و انتشرت العلاقات الزوجية الشائكة مثل رغبة الرجل في إتيان زوجته من الخلف وغيرها من المحرمات
تلك المحرمات عكف الدارسون على محاولة الوصول لأسبابها النفسية ووجدوا أن لها أسبابا نفسية أو اختلالات هرمونية ومنها ما هو انحراف خلقي يساعد على تكونه عدوي مجتمعي بغيض
إن تلك العلاقات هي ظلال واهمة للبحث عن المتعة وانحراف فطري عن خليقة الله عز وجل وكلها تنتج عن نقص في التربية الجنسية السليمة في المجتمع الذي يؤدي بدوره إلى فشل العلاقة المشبعة واستمرار الحياة تحت ضغوط الحرمان الجنسي وتعدد المثيرات.
ومن الأشياء البغيضة التي انتشرت أيضا , استغلال المرأة المحرومة والغير سعيدة بحياتها الجنسبة فهي تبحث عن الحلول عند ذوي الخبرات القليلة والنوايا الخبيثة , فانتشرت على شبكات التواصل صفحات مجهولة الهوية ترتمي النساء في أحضانها يدعون انهم اطباء و متخصصين في الحياة الجنسية فيدخلون أسوار الغرف يعرفون أدق تفاصيل الحياة الجنسية وربما تقع أسيرة استغلال وتهديد لها وهكذا فإن الضعف الجنسي ومشكلات الرغبة الجنسية لدى المرأة التي تراكمها السنين دون علاج هي ناقوس الخطر يدق ليل نهار ويهدد الاسرة بالانهيار .